مع اقتراب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا من دخول أسبوعها السادس، تضاربت الأرقام حول الإحصائيات على الأرض والخسائر البشرية والمادية لكلا الطرفين.
وبينما كان وقع الحرب على مدينة ماريوبول مأساويا وسط مخاوف من أزمة إنسانية وشيكة، استعادت مدينة ميكولايف الهدوء بعد أسابيع رهيبة حاول خلالها الجيش الروسي إسقاط هذه المدينة الرئيسية الواقعة على طريق أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا، لكن دون جدوى.
وحققت روسيا بعض الانتصارات الميدانية؛ حيث سيطرت على مدن ميليتوبول و"خيرسون"، وإزيوم، إضافة إلى سيطرتها سابقا على شبه جزيرة القرم، وكذلك موالاة أغلبية منطقتي دونيستك ولوهانسك إليها.
وعلى جبهة العاصمة كييف، تتصاعد حدة التوترات في الجبهتين الشمالية والغربية، وسط حديث عن تقدم روسي في مدينة سلافوتيتش التي لا تبعد كثيرا عن مدينة تشيرنيهوف المحاصرة من الروس أيضا، فيما أكدت القوات الأوكرانية عن تقدم في الجبهة الشمالية، وكذلك سيطرتها على نحو 80 في المئة من مدينة إربين.
كما أعلن الجيش الأوكراني تشكيله طوقا أمنيا لقطع الإمدادات الروسية عن القوات في محور غوستوميل وبوتشا وتشايكا، فيما أطلقت عدة صواريخ على جيتومير بالغرب.
وفي جنوب شرق العاصمة، تتقدم القوات الروسية نحو مدينة بوريسبيل للسيطرة عليها، حيث تبعد عن العاصمة بنحو 35 كيلومترا، فيما وجهت أوكرانيا تعزيزات نحوها.
أما في خاركيف (شرق العاصمة)، فإن المدينة تشهد هجمات وقصفا متواصلا من الروس، وسط هجمات أوكرانية مضادة، وكذلك في مدينة سومي (شمال العاصمة) تستمر الاشتباكات بين الجانبين والسيطرة عليها يفتح منفذا مهما الروس نحو كييف.
وفي إقليم دونباس، كان هناك إعلان من قبل وزارة الدفاع الروسية عن السيطرة على أغلبية منطقة دونيتسك بحوالي 54 في المئة وحوالي 93 في المئة من منطقة لوغانسك، وسط محاولات أوكرانية لصد تقدم الجيش الروسي في دونيتسك.
أما في ماريوبول، فإن الأوضاع حرجة حيث يدور قتال شوارع وسط مخاوف من أزمة إنسانية واسعة، وفي "ميكولايف"، فهناك حشد روسي في أكثر من منطقة وسط دفاعات ومقاومة أوكرانية، فيما لا تزال تخضع "أوديسا" للقصف من البحر الأسود.
ومن منطقة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، استهدفت عدة هجمات روسية صاروخية محيط مطار مدينة لفيف، على مدار أيام الجمعة والسبت والأحد. وأكدت وزارة الدفاع الروسية تدمير قاعدة وقود كبيرة بأسلحة عالية الدقة بالقرب من المدينة.
وكشفت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، الاثنين، عن تطورات الوضع الميداني في الحرب الدائرة ببلادها، قائلة إن القوات الروسية "تعيد تجميع صفوفها"، لكنها "غير قادرة على التقدم في أي مكان داخل أوكرانيا".
وعلى الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن قواتها استهدفت 36 منشأة عسكرية أوكرانية، وأسقطت 5 طائرات حربية و19 طائرة مسيرة، خلال آخر 24 ساعة من عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنه تم إسقاط 4 قاذفات أوكرانية من طراز "سو 24" في الجو فوق مقاطعة تشيرنيهيف شمالي البلاد، كما أسقطت مقاتلة أوكرانية من طراز "سو 27" بالقرب من كراماتورسك في دونباس.
"الإخفاق والصمود"
وتعقيبًا على ذلك، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إنه "رغم تكبيد القوات الجوية والبحرية الأوكرانية الكثير من الخسائر، فإن هناك إخفاقات للقوات الروسية في أجزاء كبيرة من الأراضي المحيطة بكييف".
وأضافت تسوكرمان، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، "فبعدما كانت تتوقع روسيا أن تستولي على الدولة بأكملها في يوم أو يومين، وأن تهزم كييف وتتخلص من الحكومة، الآن، كجزء من استراتيجيتها تدعي أنها لم تكن أبدًا مهتمة بكييف منذ البداية، وهو أمر غير صحيح تماما؛ لأنهم أرسلوا قوافل وجهودا متعددة للاستيلاء على المدينة".
وأشارت إلى أن "روسيا أخطأت في تقدير مستوى الحرب منذ البداية، ولم يكن عليها أن تدخل الغزو، لم يكن لديها عدد كافٍ من الجنود لمثل هذه البلاد الشاسعة والمكتظة بالسكان مثل أوكرانيا؛ لقد قللت من تقدير مستوى المقاومة، ومثابرة زيلينسكي، وقدرة الغرب على التوحد، مما دفعها نحو تغيير استراتيجيتها".
وحول إمكانية أن يكون التراجع بداية لهجوم أوسع، قالت إنه "ما تزال لدى روسيا نقطة انطلاق واحدة، وهي ماريوبول، وهي مدينة مهمة استراتيجيا لخططها لتوحيد تلك المنطقة مع شبه جزيرة القرم. إذا نجحت روسيا في الاستيلاء على المدينة وإغلاق المحيط، فستكون قادرة على نقل المواد المطلوبة بسهولة أكبر وستكون لديها مساحة للتنفس لتوسيع عملياتها".