كشفت تقارير صحفية غربية أن واشنطن وضعت خطة للرد على موسكو، حال استخدامها السلاح النووي أو البيولوجي أو الكيميائي في أوكرانيا.

والخميس تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، بالتصدي لروسيا حال أقدمت على استخدام السلاح الكيميائي، وسط مخاوف دولية متزايدة من انزلاق الحرب الدائرة في أوكرانيا إلى طريق اللاعودة.

ويقول محللون لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الولايات المتحدة تبني مختبرات بيولوجية خارج أراضيها، ولديها تاريخ موثق في استخدام الأسلحة النووية والكيميائية خلال حروبها.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى خطة واشنطن للرد على روسيا، حال استخدامها السلاح النووي أو البيولوجي أو الكيميائي في كييف، لكنها لم تكشف تفاصيل الخطة.

وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض شكل فريقا من المسؤولين لوضع سيناريوهات رد فعل واشنطن وحلفائها، على استخدام موسكو لمثل هذه الأسلحة.

موسكو تتهم واشنطن بمساعدة كييف في تطوير أسلحة بيولوجية

وأوضحت أن هناك فريقا يدعى "مجموعة النمر"، يدرس الردود على هجوم روسي افتراضي على قوافل الأسلحة والمساعدات المتجهة إلى أوكرانيا، على أراضي دول حلف الناتو.

كما تدرس المجموعة الطريقة التي يجب أن ترد بها واشنطن على انتشار مثل تلك الأعمال العدائية في البلدان المجاورة، بما في ذلك مولدوفا وجورجيا.

ووقع على وثيقة إنشاء "مجموعة النمر" مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جيك ساليفان، بعد 4 أيام من بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا، حسب الصحيفة الأميركية.

وفيما لعبت تلك المجموعة دورا مركزيا في تطوير أساليب فرض عقوبات على روسيا، وزيادة عدد القوات في دول الناتو، وتسليح القوات الأوكرانية، فإنها تحاول تحديد الخط الذي قد يؤدي تجاوزه إلى دفع الناتو إلى استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا.

وقال أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم الأوبئة إسلام عنان، إنه "بعد اتفاقية جنيف في عام 1925 هناك دول موقعة تستخدم الأسلحة البيولوجية"، علما أنها "أرخص أنواع أسلحة الدمار الشامل".

أخبار ذات صلة

سيناريو سوريا يتكرر.. روسيا ترد على تهم الكيماوي في أوكرانيا
بايدن: بوتن يدرس استخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية في أوكرانيا

تبادل للاتهامات

وتبادلت واشنطن وموسكو خلال الأيام الماضية الاتهامات حول استخدام أسلحة بيولوجية وكيميائية في أوكرانيا، في حين لوحت روسيا بأسلحتها النووية.

وقال بايدن عن نظيره الروسي فلاديمير بوتن: "يتحدث عن حجج واهية جديدة مثل التأكيد على أننا نمتلك أسلحة بيولوجية وكيمائية في أوروبا، وهذا ليس صحيحا".

وأضاف بايدن: "إنهم يشيرون أيضا إلى أن أوكرانيا تملك أسلحة بيولوجية وكيميائية، وهذه علامة واضحة على أنه (بوتن) يفكر في استخدام الاثنين".

مشادة بمجلس الأمن حول "بيولوجي" أوكرانيا

أما وزارة الدفاع الروسية، فقالت إن واشنطن خصصت 32 مليون دولار لنشاط مختبرات عسكرية أوكرانية في كييف وأوديسا وخاركيف، كما خصصت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) مليونا و600 ألف دولار لدراسة انتقال الأمراض من الخفافيش إلى البشر في كل من أوكرانيا وجورجيا، وفق موسكو.

روسيا قالت أيضا إنها كشفت عن مخطط تقوم به أجهزة الاستخبارات الأوكرانية و"كتيبة آزوف"، وهي وحدة تابعة للحرس الوطني الأوكراني معروفة بتعاطفها مع "النازيين الجدد"، لتفجير محطة نووية للأبحاث بمعهد خاركيف للفيزياء والتكنولوجيا، بغرض اتهام روسيا بأنها تسببت في كارثة بيئية.

أخبار ذات صلة

بعد التحذير الروسي..هل يحسم "السلاح البيولوجي" حرب أوكرانيا؟
مجلس الأمن.. أميركا وروسيا تتبادلان "الاتهامات البيولوجية"

وعلق المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، على ذلك بالقول إن "خبراء من القوات الروسية للحماية من الإشعاع والسلاح الكيميائي والبيولوجي، اكتشفوا خلال الوثائق الواردة من موظفي المختبرات البيولوجية الأوكرانية، وجود حقائق جديدة تثبت المشاركة المباشرة لوزارة الدفاع الأميركية في تطوير مكونات الأسلحة البيولوجية بأوكرانيا".

ولفت إلى أن "الهدف الرئيسي من هذا المشروع الحصول على سلالات جديدة من الجمرة الخبيثة"، لافتا إلى أن الوثائق "تثبت أن البنتاغون اتفق على ذلك مع شركة خاصة لإنتاج الأدوية".

ولا يستبعد المراقبون أن يتم استخدام أسلحة بيولوجية في الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدين أن تلك الخطوة إن حدثت ستكون بمثابة "كارثة إنسانية" يصعب السيطرة عليها أو معالجة تبعاتها، وهو ما أكده المحلل السياسي محمد العمري الذي قال في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "أميركا لا تريد الدخول في الاتفاقيات الدولية كي لا تتحمل المسؤولية أمام القانون الدولي، وفي الوقت ذاته يكون لديها شيء من المرونة في اتهام الدول الأخرى بإنتاج مثل هذه المواد البيولوجية".

واشنطن تنفى امتلاك مختبرات للأسلحة البيولوجية بأوكرانيا

وأوضح العمري أن "أحد الأسباب وراء قرار الولايات المتحدة بناء مختبرات بيولوجية خارج أراضيها هو إبعاد الخطر عن البلاد، واستخدام تلك المختبرات لتقويض الأمن البيولوجي لدول أخرى".

واختتم حديثه بالقول إن "لواشنطن تاريخ موثق في استخدام الأسلحة النووية والكيماوية خلال حروبها مع دول أخرى، وأنها الطرف الوحيد الذي استعمل السلاح النووي، والبلد الأكثر استعمالا للسلاح الكيميائي في فيتنام".