تتوالى أزمات شركة بوينغ منذ أكثر من عامين بعد عدة حوادث مميتة، أحدثها سقوط طائرة في الصين الاثنين.
وسمحت هذه الخسائر التي منيت بها بوينغ، لمنافستها الأوروبية إيرباص أن تحل محلها بوصفها أكبر صانع للطائرات في العالم.
وطرحت أول طائرة من طراز "بوينغ737" في 17 يناير من عام 1967، وحلقت في السماء للمرة الأولى بعد ثلاثة أشهر.
ووفق مؤرخ الطيران ومؤلف كتاب "بوينغ 737- الطائرة التجارية الأكثر إثارة للجدل في العالم"، غراهام سيمونز، فإنه "في الأيام الأولى، كانت 737 طائرة قوية جدا وموثوقة للغاية".
مزايا عديدة
ومقارنة بطائرتي "بوينغ" السابقتين، وهما من طراز "707" و"727"، كانت طائرة "737" أصغر حجما واقتصادية بشكل أكبر، وتماما مثل الطائرات الأخرى للشركة، وضع مصممو "بوينغ" محركات طائرة "737" تحت الجناح، على غرار منافسيها الرئيسيين آنذاك، وأدى ذلك إلى تقليل الضوضاء والاهتزاز، كما جعل الصيانة أسهل لإمكانية الوصول إليها بدون سلم.
وإلى جانب تلك المميزات، كانت للطائرة ستة مقاعد في كل صف مقارنةً بخمسة مقاعد فقط لدى منافسيها، وهو ما يعني تمكنها من حمل المزيد من الركاب، إلا أنها شهدت في السنوات الأخيرة عدة حوادث مميتة جعلتها من الطائرات الأكثر اضطرابا.
حوادث بالجملة
"سكاي نيوز عربية" تستعرض في التالي أبرز الحوادث لـ"طائرات بيونغ 737" على مدار السنوات الأخيرة:
اليوم الاثنين، تحطمت طائرة مدنية صينية من طراز بوينغ 737 على متنها 133 شخصا، تابعة لشركة "إيسترن تشاينا أيرلاينز"، في مقاطعة غوانشي جنوبي غرب الصين، وقالت السلطات إنه لا مؤشرات على وجود ناجين في الطائرة التي هوت بشكل مفاجئ.
وفي يناير 2021، تحطمت طائرة من طراز 737 تابعة لشركة "سريويجايا إير" (Sriwijaya Air) الإندونيسية في البحر، بعد دقائق من إقلاعها من العاصمة جاكرتا في رحلة محلية وعلى متنها 62 شخصا.
وفي أغسطس 2020، تحطمت طائرة "بيونغ 737" تابعة لشركة "إير إنديا إكسبريس" الهندية وعلى متنها 190 شخصا في مطار في ولاية كيرالا الجنوبية، مما أسفر عن مقتل 17 شخصا على الأقل، حيث انشطرت إلى نصفين بعد هبوطها في مطار كاليكوت.
وفي يناير 2020، تحطمت طائرة ركاب أوكرانية من طراز بوينغ-737 في إيران، مما أسفر عن مصرع ركابها البالغ عددهم 176 شخصا، عقب إقلاعها من العاصمة طهران متجهة إلى كييف.
ورغم إعلان طهران في البداية أن السبب كان خللا فنيا، أعلن الجيش الإيراني لاحقا أنه أسقط الطائرة عن طريق الخطأ.
وفي مارس 2019، تحطمت طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية من طراز بوينغ 737 عقب إقلاعها نحو نيروبي، وكان على متنها 149 راكبا وطاقم من 8 أفراد.
وفي أكتوبر 2018، تحطمت طائرة بوينغ من طراز 737 ماكس، تابعة لشركة شركة ليون إير، في بحر جاوة بعد وقت قصير من إقلاعها من جاكرتا بإندونيسيا، وقُتل جميع الركاب والطاقم البالغ عددهم 189 شخصا.
وفي مايو 2018، تحطمت طائرة ركاب من طراز بوينغ 737 بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار خوسيه مارتي الدولي في هافانا العاصمة الكوبية، مما أسفر عن مقتل 112 شخصا ونجاة راكب واحد.
وفي مارس 2016، تحطمت طائرة "فلاي دبي" من طراز بوينغ 737-800 في روستوف أون دون، بروسيا؛ مما أسفر عن مقتل 62 شخصًا كانوا على متنها.
وفي نوفمبر 2013، تحطمت طائرة تابعة لخطوط تاتارستان الجوية من طراز بوينغ 737 عند هبوطها في كازان بروسيا، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب البالغ عددهم 50 شخصًا.
وفي أبريل 2012، تحطمت طائرة تتبع خطوط بوهجا إير الباكستانية من طراز بوينغ 737 عندما كانت تحاول الهبوط في المطار الرئيسي في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 121 شخصا وكذلك ستة من أفراد طاقمها.
وفي مايو 2010، تحطمت طائرة تابعة لشركة "إير إنديا إكسبريس" من طراز بوينغ 737 فوق أحد التلال في مانغالور، جنوب الهند، واشتعلت النيران فيها لتقتل 158 شخصاً كانوا على متنها.
نكسة جديدة
الخبير الاقتصادي، شريف الدمرداش، قال إن تكرار مثل هذه الحوادث بمثابة نكسة جديدة تؤثر على سمعة الشركة، خاصة أن أقل حادث يودي بحياة العشرات وفي ظل ارتفاع أسهم المنافسين.
وأضاف الدمرداش في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن حظر الطيران من عدمه يتوقف على أسباب الحادث، فإذا كان تقنيا كما في حادثي إثيوبيا وإندونيسيا 2019 سيتم حظر الطراز كما حدث مع "737 ماكس" في العالم كله لحين إصلاحه وتشكيل لجان حول ذلك، أما إذا كانت المشكلة لدى الطيار أو في سوء أحوال جوية أو غيره فهذا طبيعي ووارد، وكل هذه الأمور تحتاج إلى تحقيقات بالشهور للتثبت من حقيقة الواقعة.
وأشار إلى أن الأزمة تتوقف على مدى الاحتياج، والشركات الكبيرة تغطي على مشاكلها بحصرها في طراز واحد وليس في كل طرزها، وهذا ما يقلل الأثر على الشركة، لافتا إلى أن الأزمات المتوالية على بيونغ يمكن حصرها في قصور الإدارات المسؤولة.