تبذل الولايات المتحدة جهودا جبارة على صعيد دعم أوكرانيا، وتريد تحقيق هدفين رئيسيين في الحرب الحالية التي تشنها روسيا منذ نحو شهر، وذلك عبر 3 أدوات أساسية.
وبرز في الأيام الأخيرة، أن واشنطن رفعت من وتيرة دعم أوكرانيا، عبر الإعلان عن تقديم أسلحة نوعية، في محاولة لإيقاع خسائر فادحة في صفوف الجيش الروسي، وتأخير سقوط العاصمة كييف، مما يعزز احتمال حسم الحرب بالدبلوماسية.
ومن الأسلحة التي تنوي أميركا تقديمها إلى أوكرانيا: الطائرات المسيّرة، ونظام الدرع الصاروخي "إس- 300"، والصواريخ المضادة للدروع والطائرات.
وتواجه القوات الروسية الزاحفة نحو العاصمة الأوكرانية مقاومة شديدة من الجيش الأوكراني، الذي يقول إنه تصدى للعديد من الهجمات.
الهدف الأهم
ويقول المحلل السياسي الإيطالي بموقع "ديكود 39"، ماسيميليانو بوكوليني، إن أميركا تعمل بشكل مكثف على دعم أوكرانيا وعدم سقوطها بيد روسيا، كون ذلك يجعل موقف موسكو أقوى في أي مفاوضات مقبلة، وبالتالي يحشد الغرب لمنع سقوط العاصمة.
وأضاف بوكوليني لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الصواريخ بعيدة المدى تتيح للجيش الأوكراني إمكانات هائلة، حيث تعزز أنظمته الدفاعية ضد الطيران الروسي، خاصة بعد الضربات المكثفة في الآونة الأخيرة.
وأشار إلى أن "بوتن لن يقبل بأي مفاوضات، فهو يريد استمرار الحرب حتى السيطرة الكاملة على أوكرانيا، ومن ثم تعزيز موقفه سواء أمام أميركا أو حلف الأطلسي"، مؤكدا أنه "لا حل دبلوماسي قريب وستستمر روسيا في الحسم العسكري".
ولفت إلى أنه "في حال سقوط العاصمة، يمكن أن تنقل الحكومة الأوكرانية مقرها إلى مدينة لفيف غرب البلاد قرب الحدود البولندية، كما أن أغلب التعزيزات العسكرية تأتي من خلالها".
بدوره، قال الأكاديمي المتخصص بالشأن الدولي طارق فهمي إن الولايات المتحدة وحلف الأطلسي سيتخذان مسارا متوازيا عبر مفاوضات مباشرة مع روسيا، مؤكدا أن "الفترة الحالية هي مرحلة تفاوضية مهمة".
وأضاف فهمي لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "أميركا ستسرع في التفاوض والحلف أيضا يكثف جهوده قبيل أن تضع روسيا قدمها في العاصمة ومن ثم احتلالها، وهو ما يعني أن موقف موسكو في التفاوض بات قويا، وما دام لم يحدث فما زالت الكفة متأرجحة"، لافتا إلى "أن الروس سيناورون في المفاوضات حتى دخول كييف ومن ثم الحديث من موقف قوة".
دفاعات صاروخية بعيدة المدى
وخلال الأسابيع الأربعة الماضية، تمكنت أوكرانيا من إسقاط طائرات روسية وصواريخ كروز من على مسافة قريبة نسبيا، فيما ترتّب واشنطن لتزويدها بأنظمة تمكنها من مهاجمة الطائرات من على مسافة أبعد بكثير.
ويتمثل ذلك في أنظمة "إس-300" السوفيتية/الروسية الصنع، عبر سلوفاكيا التي كانت في حلف "وارسو" السابق.
وتتميز هذه الصواريخ بأنها آلية بالكامل على غرار منظومة "باتريوت" الأميركية، وتعد وحدة إطلاق صواريخ ورادارات من الأرض قادرة على رصد وتعقّب واستهداف عدة تهديدات من الجو من مسافات بعيدة.
مسيّرات انتحارية
وسترسل واشنطن إلى أوكرانيا 100طائرة مسيّرة من طراز "سويتشبليد"، التي تعد فعليا قنابل طائرة مزوّدة بكاميرات، ويتم تحريكها بجهاز تحكّم يديرها مشغّل لتحديد الهدف والانقضاض عليه عندما تكون مستعدة لذلك لتنفجر باللمس.
وبإمكان مسيّرات "سويتشبليد" التي يطلق عليها "مسيّرات انتحارية" زيادة مسافة الهجوم على المركبات والوحدات الروسية، ليتجاوز ما يمكن رؤيته بالعين المجرّدة.
ويمنحها الأمر ميزة تتفوق فيها على الصواريخ الموجّهة، التي تبحث عن الحرارة، ويستخدمها الأوكرانيون ضد الدبابات الروسية.
وتزوّد الولايات المتحدة أوكرانيا أيضا بـ800 صاروخ إضافي من طراز "ستينغر"، وهي صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف تستخدم الأشعة فوق البنفسجية، بالإضافة إلى صواريخ "جافلين" المضادة للدروع.