أنعش مشهد عربات مدرعة ودبابات روسية غير مدمرة لكنها مهجورة، على جانبي الطريق في شرق أوكرانيا، "غائصة" في الطين، آمال الأوكرانيين وحلفائهم بأن الحرب تخالف الأحلام الروسية؛ حيث ستتدخل الطبيعة لتحارب إلى جانب كييف.
ووفق خبراء في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية" فالوقت يداهم روسيا؛ لأن حلول الربيع يعني أن الأراضي الأوكرانية ستتحول لأرض طينية بعد ذوبان الثلج وهو ما يعيق حركة الجيش الروسي، فيما يقول روس إن جيشهم أعد للأمر عدته.
ويوجد مصطلح روسي يسمى "راسبوتيستا"، ويشير إلى موسم ذوبان الثلوج في الربيع، أو الأمطار الغزيرة في الخريف، عندما تصبح الطرق موحلة للغاية، لدرجة أن المركبات تعلق في الوحل الغزير.
صعوبة المناورة
الخبير العسكري المصري، العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، يقول إن دخول أوكرانيا في فصل الربيع "سيساهم بلا شك في إعاقة تقدم القوات الروسية؛ حيث ستصبح الأراضي طينية وتعيق حركة المركبات والأرتال الروسية، وكان يحب على روسيا أن تحسم الأمر عسكريا قبل دخول شهر مارس وذوبان الجليد وتحول التربة".
وقد تأخذ المقاومة الأوكرانية فرصتها في استهداف الأرتال والمدرعات عبر مضادات محمولة على الكتف، أو بوسائل أخرى؛ بسبب ضعف قدرة الأرتال الروسية على المناورة في الحركة، وبطء وصول الإمدادات إليها مع انتشار الطمي، بحسب راغب.
وفي تقدير الخبير العسكري، فإن ما ينقذ الموقف بالنسبة لروسيا أن تدفع بكل القوات للمشاركة في العملية والسيطرة على مساحة أكبر من الأرض قبل فصل الربيع؛ وبالتالي سيكون التحكم بالأرض التي تم السيطرة عليها أسهل من التوسع نحو مدن جديدة.
الأمر حسم
أما الخبير الروسي، تيمور دويدار، مستشار قطاع الأعمال الدولية، فيهون الأمر بقوله "إن فصل الربيع دخل فعلا، ولكن القوات الروسية توغلت في الداخل الأوكراني، ولا توجد عقبات حاليا تواجهها، مؤكدا أن المركبات الروسية قادرة على التحرك في الأراضي الطينية؛ لأنها مجهزة لمثل هذه العقبات، وفصائل الجيش الأوكراني محاصرة حاليا في شرق البلاد ويتم التعامل معهم والقضاء عليهم خلال أيام، حسب تعبيره".
ويضيف أن العاصمة الأوكرانية كييف باتت محاصرة، والقوات الروسية لا تريد التحرك واقتحام المدن في انتظار أن توافق القيادة الأوكرانية على طلبات روسيا وتنتهي الأزمة.
وفي تقييم الخبير الروسي، فإن "شرق وشمال شرق أوكرانيا الآن منعزل عن بقية البلاد، وتحت سيطرة القوات الروسية، والعملية العسكرية أصبحت شبه منتهية بحسب الخطة التي حددتها روسيا لتموضع قواتها، وأن التصعيد بين روسيا والغرب سيستمر في المستقبل، وربما يصل إلى مولدوفا، حيث يوجد تلامس مع حلف الأطلسي؛ ما يؤدي إلى تعقيد الأمر عالميا، ولكن القضية الأوكرانية تم حسمها حاليا".
توقف الرتل الروسي
وتوقف الرتل العسكري الروسي الضخم، الذي يمتد نحو 60 كيلومترا والمتجه إلى كييف، ولم يدخل العاصمة، في تقييم مختلف للأسباب، منها المقاومة الأوكرانية، وطول القافلة والعتاد الثقيل الذي تحمله، وسيرها بخطى ثقيلة.
وفي نظر خبراء عسكريين، ربما يكون السبب الأكثر أهمية هو اللوجستيات، حيث تكافح وحدات الوقود والهندسة وغيرها من آليات الإمداد الروسية لمواكبة الخطوط الأمامية، وهو سر تركها بعض المركبات عالقة على الطريق.
وقد يؤدي توقف تقدم الرتل الروسي لإيجاد مشاكل استراتيجية لروسيا، فهو هدف كبير جدًا للقوات الأوكرانية، وقد يؤدي الجلوس في ازدحام مروري طوله 40 ميلا لأيام متواصلة إلى التأثير على معنويات الجنود الروس وانضباطهم قبل شن عملية عسكرية كبيرة.