أكد طلاب ومقيمون سودانيون في أوكرانيا، وجود عقبات لوجستية تعيق عمليات إجلائهم إلى بلدان أكثر أمانا، في ظل احتدام الضربات العسكرية في العديد من المدن الأوكرانية منذ الخميس.
وتداول ناشطون مقطع فيديو يظهر أحد الطلاب السودانيين، وهو عالق في إحدى محطات القطار يشتكي من عدم استجابة السفارة في كييف للاستغاثات.
ويقدر عدد الطلاب والمقيمين السودانيين في مختلف المدن الأوكرانية بنحو 1300 شخص.
ويجد الكثير من السودانيين والعرب العالقين في أوكرانيا صعوبة كبيرة في الوصول إلى بلدان آمنة، في ظل وضع السلطات الأوكرانية قيودا مشددة على القطارات المغادرة إلى الحدود مع بولندا ومنح الأولوية للنساء والأطفال، بحسب سودانيين عالقين في محطة القطارات بمدينة لفيف.
ويؤكد مازن علي، (23) عاما، يدرس الطب بمدينة بولتافا الواقعة غربي أوكرانيا، أنه عالق في محطة قطارات بمدينة لفيف منذ عشرة ساعات لأن السلطات تخصص الرحلات للنساء والأطفال.
وأوضح علي لـ"سكاي نيوز عربية" أنه وصل برفقة عشرات الطلاب السودانيين إلى محطة القطارات في مدينة لفيف الأوكرانية، وقضوا ساعات طويلة في نفق القطارات للوصول إلى الحدود البولندية مع أوكرانيا لكن دون جدوى.
مأزق الحدود
وأضاف : "لم يُسمح لنا بصعود القطار لأن الأولوية للأطفال والنساء ونحن نجلس في الأنفاق لساعات طويلة وطعامنا نفد وهواتفنا لا يمكن شحنها بسهولة لأن المكان مزدحم جدا بآلاف الفارين".
ودعا علي الحكومة السودانية إلى التحرك السريع لإجلاء رعاياها من أوكرانيا، وقال إن الأوضاع سيئة جدا وتستدعي تحركن سريعا قبل اتساع رقعة العمليات العسكرية إلى بقية المدن.
وكان سودانيون وصلوا إلى الحدود البولندية وجرى نقلهم إلى مخيمات لجوء، وقال لاجئ سوداني لـ"سكاي نيوز عربية" إنهم منعوا من دخول العاصمة وراسو وتم نقلهم إلى مخيم مع توفير المساعدات الإنسانية.
ولتدارك الأزمة، تحرك سودانيون يقيمون في بولندا لجمع التبرعات وتوفير مساكن ومساعدات للسودانيين القادمين من أوكرانيا.
دعم وتبرعات
وقال منسق الحملة والناشط السوداني المقيم في بولندا، عادل عبد العاطي في حديث لـ"موقع سكاي نيوز عربية" إن الحملة تعمل على جمع التبرعات وتقديم معلومات للمغادرين من أوكرانيا بإرشادات تساعدهم على معرفة المعابر الحدودية المفتوحة.
وأوضح عبد العاطي أن الحدود مع بولندا مفتوحة للسودانيين، لكن في ظل وجود مئات الآلاف من الأوكرانيين الذين غادروا مناطقهم فإن الإجراءات تستغرق وقتا طويلا.
ولفت عبد العاطي إلى أن طوابير اللاجئين على الحدود مع بلوندا طويلة وتستغرق أياما، لكن لا يوجد حل آخر غير الانتظار، وهناك حل آخر للسفر إلى مولدوفا وهي خارج الاتحاد الأوروبي، لكن يمكن المرور من هناك إلى أوروبا إذا كان جواز السفر ساريا.
ويقول عبد العاطي إن الاحصائيات تؤكد تحرك 130 سودانيا من المدن الأوكرانية، خاصة الواقعة جنوب وشرق البلاد لأنها تشهد معارك عسكرية إلى جانب العاصمة كييف مع صعوبة الوصول إلى العاصمة لأنها محاصرة.
وتواصل موقع "سكاي نيوز عربية" مع مصدر دبلوماسي بالسفارة السودانية في كييف والتي تنسيق مع السفارة السودانية في برلين، بشأن وضع رعايا في أوكرانيا، وقال المصدر الدبلوماسي إن الأوضاع تحتاج لتوسيع نطاق عمليات الإجلاء لكن هناك صعوبة في بعض المدن لأن وسائل النقل ليست متوفرة.
أضاف : "نحن نوفر المعلومات على مدار الساعة لرعايانا في أوكرانيا، ونطلب منهم المغادرة إذا شعروا بالخطر خاصة في المدن القريبة من العمليات العسكرية".