يحزم وسام زيتون البالغ من العمر 25 عاما، حقائبه للتوجه نحو إحدى المدن القريبة التي تبعد بنحو 30 كيلومترا عن مكان إقامته في مدينة سربينيا في منطقة خاركوف الحدودية مع روسيا شرقي أوكرانيا، والتي تعد البؤرة الأكثر اشتعالا في هذه الحرب والأكثر خطورة.
ففي اليوم الثاني من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، قرر طالب الهندسة التونسي الذي كان يدرس في إحدى جامعات خاركوف الخروج منها، بعد أن باتت منطقة بالغة الخطورة تقع في قلب خطوط النار، كما يروي قصته في حوار مع سكاي نيوز عربية :"على مدى يومين لم أنم من شدة القصف ومن الظروف العصيبة التي مررنا بها في خاركوف، ففي بداية الهجوم صباح الخميس وبينما كنت غاطا في النوم صحوت على أصوات صراخ الجيران وعويلهم وعلى صوت القذائف، فبادرت للخروج فيما بعد للتسوق من باب الاحتياط وتخزين بعض الماء والطعام تحسبا، وكانت تلك الليلة عصيبة جدا من شدة القصف".
يضيف:"خرجت في المساء مع استقرار الوضع نسبيا وبينما كنت أتحادث هاتفيا مع والدتي فجأة سقطت قذائف على المدينة أحدها على مقربة مني، فبادرت أنا وطالب مغربي التقيته صدفة يومها، للاحتماء في نفق المترو والذي كان يغص بآلاف الناس خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، في مشهد مأساوي مؤلم، وبقيت هناك نحو 4 ساعات لأعود مع توقف القصف للبيت ليلا".
ويتابع زيتون سرد حكايته:"قررت السفر لبيت أحد أصدقائي وهو تونسي في مدينة بعيدة نسبيا عن مناطق التوتر، حيث تواصلت مع السفارة التونسية في بولندا، وطلب مني الموظف فيها البقاء في المنزل ريثما أتمكن من الخروج من خاركوف نحو الحدود البولندية أو الرومانية، حيث ستقوم السفارة باستقبالنا كمجموعة من التونسيين المقيمين في أوكرانيا والذين يقدر عددهم ما بين 2 إلى 3 آلاف تونسي، معظمهم طلاب جامعيون".
وعدتنا السفارة التونسية بتأمين طائرات إجلاء لنا من بولندا نحو تونس، كما يقول زيتون، متابعا:"لم أقرر بعد أنا وصديقي هل سنذهب نحو رومانيا أم بولندا، لكن على الأغلب سنتجه نحو الحدود البولندية كون رومانيا لا وجود لسفارة تونسية فيها، وهي رحلة طويلة حيث تبعد حدود بولندا عنا قرابة 14 ساعة بالسيارة".
سأعود ولا شك لإكمال دراستي هنا، بعد أن تصمت هذه الحرب وتتوقف، يختم وسام حديثه مع سكاي نيوز عربية، وهو يستقل سيارة صديقه التونسي خارجا من خاركوف التي يحدوه الأمل بالعودة لها يوما ما.