مدت روسيا أقدامها في 7 دول إفريقية عبر شركة "فاغنر" شبه العسكرية، بهدف اقتناص فرص ثمينة في امتيازات التعدين ومبيعات السلاح، فيما يقابلها تحفز أوروبي لهذا المنافس العنيد.
ويرصد خبراء لموقع سكاي نيوز عربية مناطق انتشار "فاغنر" في إفريقيا، وأدواتها التي تسبقها لتمهد لها الوجود.
ويقول المحلل السياسي إسماعيل محمد طاهر، إن "فاغنر" هي التي تبحث عن الحلفاء في إفريقيا التي تعج بالاضطرابات والمجموعات المتمردة، بشكل مباشر أو عبر وسطاء من المسئولين، أو أن تطلب حكومات مساعدتها كما حدث في إفريقيا الوسطى ومالي.
وبحسب الأستاذ بكلية العلوم الإدارية والسياسية في جامعة باماكو، مادي إبراهيم كانتي، انتشرت "فاغنر" في القاعدة العسكرية 101 قرب مطار باماكو.
وأوضحت دراسة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" CSIS" ، أنه عند وصول "فاغنر" إلى مالي ديسمبر 2021 ، بدأت في بناء معسكر خارج محيط مطار موديبو كيتا الدولي في باماكو، جنوب غرب القاعدة الجوية 101.
ولفت " CSIS" إلى أنه يتمركز 200 مرتزق من "فاغنر" في "موبتي" وسط مالي، وظهرت صور لعناصر "فاغنر" في سيغو وتمبكتو، محتلين قواعد تمركز القوات الفرنسية المنسحبة.
واتهم المجلس الأعلى لوحدة أزواد المتمرد شمال مالي، المجلس العسكري الحاكم باستخدام الروس في استهداف الأزواديين، ومن المرجح أن تدرب الشركة قوات الدفاع المالية وتقدم الحماية للقادة السياسيين.
وتواجدت "فاغنر" حتى الآن في إفريقيا الوسطى، غينيا، موزمبيق، وليبيا، السودان، مدغشقر، ومؤخرا مالي.
هدف ثمين
ويبدو أن الشركة الروسية تسلط عينيها على معقل فرنسي آخر، وهو تشاد؛ فيقول المحلل التشادي إسماعيل طاهر إنه تم رصد اتصال صوتي من تيمان إرديمي، رئيس "اتحاد قوى المقاومة" المتمرد، مع مسئول في جمهورية أفريقيا للوسطى لطلب الحصول على دعم "فاغنر" في إسقاط حكومة تشاد وطرد حلفائها الفرنسيين.
وتأسست "فاغنر" 2014 على يد ديمتري أوتكين، العميد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، وظهرت لأول مرة شرقي أوكرانيا، وترتبط بالكرملين ووزارة الدفاع، وإن كانت موسكو لا تعلن ارتباطها بها رسميا.
وتقدر تحقيقات صحفية روسية عدد المنضمين لـ"فاغنر" بين 3500 و5 آلاف مقاتل، بعضهم من دول الاتحاد السوفيتي السابق.
امتيازات التعدين
ومن اللافت، أنه إلى جانب المرتزقة، يوجد جيولوجيون ومحامون أشارت تقارير إلى أن مهمتهم حصول روسيا على امتيازات التعدين.
فمثلا، تزامن وصول "فاغنر" إلى إفريقيا الوسطى مع حصول شركة مرتبطة بـ"يفغيني بريغوزين"، وهو رجل أعمال مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تراخيص تعدين الماس والذهب.
وتكرر الأمر في السودان 2017، حين نشرت "فاغنر" 500 رجل لإخماد الانتفاضة ضد الرئيس عمر البشير، وحصل "بريغوزين" على حقوق لتعدين الذهب عبر شركة M-Invest .
إلا أن وجود "فاغنر" لا يبدو ممهدا تماما، فإن كانت قوبلت بترحيب في جمهورية إفريقيا الوسطى مثلا، إلا أن الترحيب تضاءل مع اتهامها بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين وفق تقارير للأمم المتحدة.
ووفق ما نشره مركز "بروكينغز" 8 فبراير، نشرت "فاغنر" عناصر في موزمبيق لمساعدة الحكومة على قمع التمرد بمقاطعة كابو ديلجادو 2019 ، غير أن الشركة فشلت.
وتسعى موسكو منذ 2006 لإعادة وجودها في إفريقيا، وبين عامي 2015- 2019 وقعت 19 اتفاقية عسكري مع حكومات إفريقية، بعضها يخص مبيعات الأسلحة.
وتحرك الاتحاد الأوروبي لمحاصرة النفوذ الروسي بإفريقيا، ففرض عقوبات على "فاغنر" و8 أشخاص و3 شركات مرتبطة بها، بسبب ما أسمته بروكسل "ممارساتهم المزعزعة للاستقرار".