أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، إحراز "تقدم كبير" في مفاوضات فيينا، معتبرة أن إمكانية إبرام اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني ممكنة "في غضون أيام"، إذا أظهرت طهران "جدية" في هذا الشأن.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس، إنه "تم إحراز تقدم كبير في الأسبوع الماضي"، ولكن "لن يكون هناك اتفاق شامل ما لم يتم الاتفاق على أدق التفاصيل".

وأضاف: "باستطاعتنا، بل ينبغي علينا أن نتوصل إلى تفاهم بشأن العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة في غضون أيام"، في إشارة إلى اتفاق 2015 الذي يُفترض أن يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية.

وشدد المتحدث على أن أي تأخير "يتجاوز ذلك بكثير، من شأنه أن يعرض إمكانية العودة للاتفاق الى خطر جسيم".

نووي إيران.. مواقف متفائلة في فيينا

وخلال المحادثات الحالية لإحياء اتفاق 2015، يشدد الغربيون على ضرورة الإسراع في التفاهم نظرا إلى تسارع الأنشطة النووية الإيرانية وتقلّص المدة الزمنية التي تحتاجها طهران لإنتاج كمية من اليورانيوم العالي التخصيب كافية للاستخدام في إنتاج سلاح ذرّي.

وجدد المرشد الإيراني علي خامنئي التأكيد، الخميس، أن إيران لا تسعى الى تطوير سلاح ذري، معتبرا أن اتهامها بذلك "ادعاء سخيف"، وذلك مع بلوغ المحادثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي مراحل حاسمة.

وأبرمت إيران عام 2015 اتفاقا بشأن برنامجها النووي مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا أتاح رفع عقوبات كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ أن قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه عام 2018، معيدا فرض عقوبات قاسية على طهران. وردت الأخيرة ببدء التراجع تدريجا عن كثير من التزاماتها بموجب الاتفاق.

أخبار ذات صلة

إجراءات على مراحل.. هذه ملامح إحياء الاتفاق النووي الإيراني
برايس: أميركا بـ"المراحل الأخيرة" من محادثات النووي الإيراني

ومنذ أشهر، تخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، بمشاركة أميركية غير مباشرة، محادثات في فيينا تهدف إلى تحقيق عودة كل من واشنطن وطهران إلى احترام كامل بنوده.

وتشدد طهران على أولوية رفع عقوبات حقبة ما بعد انسحاب ترامب من الاتفاق، والتحقق من ذلك عمليا، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.

في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها في الاتفاق.

وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين عبر تويتر، الأربعاء، أنه "بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، اقتربنا من التوصل إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى، ولكن ما لم يتم الاتفاق على كل شيء، لن يتم الاتفاق على أي شيء"، معتبرا أن الأمر يعود الآن إلى "شركاء المفاوضات" لاتخاذ "قرارات جدية".