تكشف تصريحات سابقة لحكومة الولايات المتحدة، حول استبعادها دخول روسيا إلى سوريا، خطأ قد يتكرر من قبل واشنطن، بالاستهانة بموسكو في أزمتها مع أوكرانيا.

ووفقا لموقع "ناشونال إنتريست"، استبعدت الولايات المتحدة، قبل أعوام، دخول روسيا إلى سوريا، وهو توقع خاطئ، فالقوات الروسية وطائراتها داخلت في قلب الأزمة السورية.

ووفقا للموقع، فإن هناك بعض الدروس التي يجب على الولايات المتحدة الاستفادة منها، من خلال مراجعة تدخل روسيا العسكري في سوريا قبل أعوام، قد تعطي دلالات حول الأزمة الروسية - الأوكرانية الحالية.

4 دروس من سوريا

أولا، ركز التدخل الروسي في سوريا بشكل أساسي على تدمير القدرات والتشكيلات القتالية للمعارضة المناهضة للحكومة السورية، بدلا من التركيز على استرجاع الأراضي.

واتخذ الكرملين قرارا بالانخراط بشكل مباشر في الصراع السوري عندما اكتسبت قوات المعارضة، في عام 2015، قدرات وزخما كافيين للضغط على دمشق ومحاولة إزاحة بشار الأسد، وجاء ذلك من خلال التركيز على القوة الجوية والضربات الصاروخية، ركزت فرقة العمل الروسية على تفكيك تشكيلات المعارضة العسكرية.

ثانيا، حرص الروس على ترك "أثرا خفيفا" نسبيا على الأرض في سوريا. حيث اختاروا عدم التركيز على احتلال الأراضي أو تحمل مسؤوليات الحكم.

أخبار ذات صلة

روسيا تقلص عدد دبلوماسييها بأوكرانيا.. وكييف تدعو للهدوء
روسيا تستعرض في البحر الأسود.. وتندد بـ"الهستيريا الأميركية"

حتى أن الروس توسطوا في عدد من الحالات لوقف إطلاق النار، وإبقاء الأراضي المهمة لأصحابها، مقابل فرض سيطرة حكومية شاملة، وذلك لإعادة هيمنة الحكومة السورية.

ثالثا، كلما كانت هناك حاجة إلى قوات برية، لجأ الروس إلى الشركات العسكرية الخاصة، أو غيرها من التشكيلات غير النظامية، مما حد من انكشاف أفراد القوات المسلحة الروسية بالزي الرسمي وقلل من خسائرهم.

وأخيرا، أظهر الروس، لا سيما في إطلاق صواريخ كاليبر كروز من أسطول بحر قزوين، قدرات روسية على شن ضربات مميتة من قواعد موجودة داخل مناطق تابعة لروسيا. كان النص الضمني لاستخدام السفن المطلة على بحر قزوين هو توضيح أن القدرات الروسية الرئيسية لم تكن بحاجة إلى الذهاب إلى مناطق النزاع وتعريضها للخطر.

القوات الروسية في سوريا

الاستراتيجية المحكمة في أوكرانيا

الحملة الروسية في سوريا تمنحنا دلالات وهي أنه إذا قررت الحكومة الروسية استخدام القوة العسكرية ضد أوكرانيا، فإنها ستركز على الضربات بعيدة المدى لتدمير المعدات الأوكرانية، لا سيما مخزونها من الطائرات بدون طيار، ومحاولة تفكيك التشكيلات العسكرية المنظمة.

وكشفت حالة سوريا أيضا إلى أن الروس سيحاولون تجنب عبور الحدود، كلما أمكن ذلك، وتوجيه النيران عبر الخط.

إعداد القوات الخاصة الأوكرانية للحرب، أو استخدام الأسلحة الأميركية المضادة للدبابات الروسية والمدرعات، لن يكون فعالا، في حال شن هجوم عسكري مشابه لذلك الذي شنته روسيا في سوريا.

بينما يتوقع البعض حملة برية لاحتلال الأراضي، هيئة الأركان العامة الروسية ستخطط إلى تدمير القدرات وإضعاف الروح المعنوية للجيش الأوكراني وخلق ظروف للاضطراب السياسي.

افترضت الولايات المتحدة أن روسيا ستكون "خائفة" من مخاطر الذهاب إلى سوريا، هذا خطأ من الممكن أن يتكرر الآن في أوكرانيا.