أعاد موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن "المهين" للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ذكريات لمواقف مشابهة، وضع فيها الرئيس الروسي قادة العالم في مواقف "محرجة".
وفي موقف ذات دلالات رمزية كبيرة، أجلس الرئيس الروسي ضيفه الفرنسي، على رأس طاولة طويلة جدا، بينما جلس هو على الطرف البعيد الآخر، في لقطة تداولتها وسائل الإعلام بسخرية، وتحدثت فيها عن الرسالة التي أراد إيصالها الرئيس الروسي لأوروبا.
ووفقا للخبراء السياسيين والناشطين، فأن المسافة البعيدة بين الرئيسين على "الطاولة الروسية"، ترمز إلى حجم الفجوة بين روسيا وأروبا حاليا، خاصة في ملف أوكرانيا.
ولم يكتف بوتن بإجلاس ضيفه على طاولة بعيدة يكاد لا يسمع فيها حديث الرئيس الروسي، بل سبقها موقف غريب في المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيسين.
فبعد انتهاء المؤتمر، تحرك بوتن وخرج من الغرفة، وترك ماكرون يمشي وراءه ليلحقه، على بعد 4 أمتار.
واقعة بوتن وماكرون ليست الأولى من نوعها، فالرئيس الروسي له "تاريخ طويل" بإجراج زعماء العالم خلال لقائه بهم في روسيا أو في الخارج.
إغراء ترامب
خلال مقابلة بوتن بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في قمة أوساكا باليابان في 2019، اصطحب بوتن معه مترجمة حسناء ذات شعر طويل ووجه جميل وشخصية جذابة وكانت ترتدي بذلة جلدية قصيرة، وهو ما دفع الخبراء لتحليل الحركة بأنها تهدف لإغراء ترامب وإلهاؤه.
وعلق الكاتب مارك نيكسون لتقرير له بمجلة لوبوان الفرنسية على ذلك بقوله: "لا أحد يعرف ما إذا كان لوجود تلك الشابة الجميلة أي تأثير على مزاج الملياردير الأميركي، المعروف بافتتانه بالنساء" غير أن الشيء الوحيد المؤكد، حسب الكاتب، هو أن ترامب بدا سعيدا للغاية خلال حديثه وجها لوجه مع بوتن.
إهانة أردوغان
وفي مارس 2020، استقبل بوتن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أسبوع من مقتل 34 جنديا تركيا في قصف جوي بإدلب شمال غرب سوريا.
وقام بوتن وقتها بحركة رمزية أثارت غضب أردوغان، حيث أبقاه منتظرا بمدة طويلة، قبل أن يطلب منه الجلوس تحت ساعة ذهبية، وضع فوق إطارها تمثال برونزي للإمبراطورة كاثرين الثانية المعروفة بغزو شبه جزيرة القرم وانتزاعها، بعد معركة مع الإمبراطورية العثمانية في عام 1783.
مباراة الهوكي ولوكاشينكو
وأهان بوتن كذلك الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي ضغطت عليه موسكو بانتظام لقبول اندماج بيلاروسيا في الاتحاد الروسي وهو ما ظل يمانعه.
ويعرف بوتن أن لوكاشينكو يفخر دائما بكونه لاعب هوكي متمرس،
وقرر بوتن وقتها إقامة مباراة لهوكي الجليد، وهي الرياضة التي يتقنها الرئيس البيلاروسي، لكنه عين نفسه قائدا للفريق، بينما وضع لوكاشينكو لاعبا عاديا مع بقية اللاعبين، وهم عناصر يعملون في الكرملين.
وتمكن بوتن وقتها من تسجيل 8 من أصل 16 هدفا في اللقاء "الودي".
الكلب وميركل
ومن أشهر اللقطات التي أحرج فيها بوتن الزعماء، لقطة المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل وكلب الرئيس الروسي.
في عام 2007، بينما كانت ميركل تتحدث مع بوتن في سوتشي حول قضايا الطاقة، دخل كلب بوتين الأسود "كوني" وبدأ يمسح ساقيها ويشمها، وهو ما تسبب في توتر المستشارة، التي تعاني من رهاب الكلاب منذ أن عضها كلب في عام 1995 .
ووفقا لمصادر عدة، أزعج هذا الأمر ميركل، خاصة أنها قالت لاحقا إنها تعرف أن بوتن يعرف أنها لا تحب الكلاب.
"سأسحقك"
ومر الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أيضا بلحظة غير سارة أثناء لقائه الأول مع بوتن في يونيو 2007، الذي ظهر بعده لاهثا، ونظراته غامضة وصوته مبحوح.
وأرجع أحد المتابعين حالة ساركوزي إلى لجوء بوتن إلى توبيخ ساركوزي بعد عدة ملاحظات أدلى بها الأخير حول وضع حقوق الإنسان في روسيا، وبحسب ما ورد فقد قال بوتن لساركوزي "إن تابعت بهذه النبرة فسأسحقك".