قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب المباحثات التي أجراها بشكل منفصل مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتن، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن هناك "حلولا ملموسة وواقعية" لإنهاء التوتر بين الغرب وروسيا.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني: "أعتقد أن هناك بعض الحلول الملموسة والواقعية، التي ستسمح لنا بالمضي قدما، وسنتطرق إلى هذه الحلول معا. سنتكلم عن هذا مع بوتن والحلفاء بالأسابيع والأشهر المقبلة".
وتابع: "نأمل أن يستقر الوضع وأن نتمكن من إعادة الالتزام بالحل من خلال آليات، وذلك للتوصل إلى خفض التصعيد التدريجي".
ونوه الرئيس الفرنسي إلى أن "الواجب الأساسي في الأسابيع المقبلة، هو العمل على مسارين، الأول هو تنفيذ آلية ممنهجة ضمن إطار اتفاق مينسك، واجتماعنا الماضي".
أما المسار الثاني، على حد تعبيره، فيشمل "ضرورة الحوار المبتكر والجديد والمحدث، الذي سيسمح بوضع ضمانات مشتركة وجديدة، تسمح بإرساء السلام والأمن والاستقرار بقارتنا".
وتابع: "سنحت لنا الفرصة للعمل مع بوتن والمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، لإجراء اتفاق نورماندي في ديسمبر 2019، وحينها تمكن القادة الأربعة من التوصل لخطوات تم تنفيذها حاليا، خاصة بالمجال الإنساني".
واستطرد: "في 26 يناير أعادت الدول الأربع التزامها باتفاقات مينسك، التي تهدف للحفاظ على سيادة أوكرانيا، وترسم الطريق نحو الاستقرار. وبالأمس تطرقت مع بوتن لهذا الموضوع، وهو إعاد الالتزام باحترام اتفاقات مينسك".
ووجه ماكرون حديثه لنظيره الأوكراني في المؤتمر، قائلا: "أشكركم على إبدائكم رغبتكم بالالتزام بهذه الاتفاقات، وهذا العزم المشترك هو السبيل الوحيد الذي يسمح لنا بالبناء، وإرساء السلام، والتوصل لحل سياسي دائم".
وقال: "نظرا لهذا الالتزام الأوكراني والروسي، نملك القدرة على المضي قدما بهذه الاتفاقات. لقد أضعنا وقتا طويلا بالبحث عن آلية المفاوضات، لكن حان الوقت لكل المشاركين بالمفاوضات أن يبدأوا العمل بحسن نية. نعرف أن الطريق ممكن ورغبة كل من فرنسا وألمانيا هي مرافقتكما لتحقيق هذه الأهداف، وأرغب أن نستمر بالعمل معا، وأن نعمل بطريقة ملموسة للمضي قدما بالأمور التقنية، وذلك بفضل عزمكم على حل الأمور".
ووصف ماكرون الضغوط العسكرية وخطر التصعيد في المنطقة، بأنه "سبيل مهدد يبدو أن روسيا تريد من خلاله الضغط على المجتمع الدولي"، قائلا إنه احدث مه بوتن في هذا الأمر.
وتابع: "المسار الذي سلكته مع موسكو وكييف، هو العمل معا على العودة إلى النظام والاستقرار والأمن بالقارة الأروروبية، التي تتعرض للضغوط بسبب الحشود العسكرية على الحدود"، مشددا على أن فرنسا ستستمر بجهودها لتحقيق الوساطة بين روسيا وأوكرانيا لوضع حد للنزاع".
واختتم ماكرون خطابه، قائلا: "فرنسا تحترم طموحات الشعب الأوكراني، وستعمل على توطيد سيادة أوكرانيا والسلام في المنطقة".
قمة رباعية قريبا
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه يتوقع عقد قمة قريبا مع قادة روسيا وفرنسا وألمانيا، بعد محادثاته مع ماكرون.
وأضاف في المؤتمر: "نتوقع في المستقبل القريب أن يكون بإمكاننا عقد المحادثات المقبلة بين قادة صيغة النورماندي الرباعية"، في إشارة إلى المفاوضات الرامية لوضع حد للنزاع في شرق أوكرانيا.
وقال: "اليوم سنعمل مع شركائنا.. من الضروري لنا جميعا أن تعمل قوات الأمن الأوكرانية للدفاع عن نفسها، وأن نعمل مع الشركاء الأوروبيين للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي".
وأضاف: "نثمن التضامن الذي مدتنا به الدول الأروبية، خاصة فرنسا، والمساعدات المالية التي تم تقديمها، والتي بإمكانها مساعدتنا بتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وهو أمر مهم للمقاومة الاقتصادية الأوكرانية".