سيطرت 5 أجندة مزمنة على طاولة نقاشات القمة الخامسة والثلاثون للاتحاد الإفريقي على رأسها ظاهرة الانقلابات المتكررة، إضافة إلى الأزمات الداخلية في إثيوبيا والصومال، والأزمات البينية الحدودية بين عدد من بلدان القارة، ومسالتي الأمن الغذائي والإرهاب.
ويجيء انعقاد القمة وسط أجواء مشحونة بالأزمات في معظم أنحاء القارة التي عانت كثيرا من حالة عدم الاستقرار.
وبرزت خلافات وتباينات كبيرة بين الدول الأعضاء حول مسألة قبول إسرائيل كمراقب فيالاتحاد الإفريقي حيث وجد ذلك معارضة من دول مؤثرة كجنوب إفريقيا والجزائر ونيجيريا، في حين دافعت عنه بلدان أخرى باعتباره نوعا من الانفتاح على المصالح المشتركة مع المجتمع الدولي.
وكما كان متوقعا فقد هيمنت على أجندة القمة ظاهرة الانقلابات المتكررة والتي بلغت أكثر من 200 محاولة خلال العقود الست الماضية معظمها نجح في السيطرة على الحكم. كما حفلت الجلسات التمهيدية بمناقشات مستفيضة حول سبل استئصال الفقر الذي يغطي جزء واسع من الرقعة السكانية بالقارة، إضافة إلى مشكلة انعدام الأمن الغذائي التي يعاني منها معظم سكان القارة في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية بنحو 40 في المئة عن المعدل العالمي استنادا إلى مستويات الدخول المتدنية.
ورغم الموارد الطبيعية الضخمة التي تتمتع بها القارة الإفريقية والتي يشكل معظمها عنصرا أساسيا في العديد من الصناعات الثقيلة في أوروبا والصين والولايات المتحدة وآسيا؛ إلا أن سكان معظم دول القارة لم ينعموا بأي نوع من الاستقرار الأمني أو السياسي أو الاقتصادي، إذ يعيش أكثر من 55 في المئة من السكان تحت خط الفقر؛ كما شهدت دولا مثل السودان وسيراليون وليبريا ورواندا ومالي حروبا ونزاعات أهلية استمرت عشرات السنوات وراح ضحيتها أكثر من 13 مليون قتيل وشرد بسببها نحو 33 مليونا.
وكانت الأشهر القليلة الماضية التي سبقت انعقاد القمة مليئة بالاضطرابات في معظم أنحاء القارة؛ فإضافة إلى وقوع عدة محاولات انقلابية خلال الأشهر القليلة الماضية استمرت النزاعات الداخلية في إثيوبيا والصومال وتشاد وإفريقيا الوسطى وفي عدد من بلدان شمال القارة السمراء.
ويرى سليمان عوض استاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية أن الاتحاد الإفريقي يواجه صعوبة كبيرة في التعامل مع معظم الأزمات، وذلك لأسباب لوجستية، وأخرى سياسية ترتبط بطبيعة التفاعلات الدولية مع مشكلات القارة خصوصا من جانب الصين وروسيا اللتان تستعينان في معظم الأحيان بحق النقض لوقف الكثير من القرارات في مجلس الأمن الدولي.
ويقول عوض لموقع سكاي نيوز عربية إن الاتحاد الإفريقي لا يمتلك الآليات المناسبة التي تمكنه من حسم القضايا المزمنة التي اقعدت بلدان القارة لعقود طويلة من الزمان وزادت من الاضطرابات ومعدلات الفقر في أوساط السكان.