رغم أن معظم التحليلات في الغرب تذهب إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن سيغزو أوكرانيا عما قريب، إلا أن مجلة "فورين بوليسي" رأت أن الأمر مستبعد لأسباب عدة.

وفي تقرير لها بعنوان: "روسيا لا تستطيع احتلال أوكرانيا، وإن أرادت ذلك" أشارت المجلة الأميركية إلى أن الجيش الروسي يتمتع بخبرة كبيرة توصله إلى خلاصة أن الغزو الواسع النطاق ليس فكرة جيدة.

وتقول المجلة إن المحللين الغربيين يعتقدون أن الغزو في الوقت الراهن بات أكثر ترجيحا نظرا لتحركات القوات الروسية بالقرب من الحدود، حتى أن البعض من هؤلاء ذهب إلى الاعتقاد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يأمل في احتلال كل أوكرانيا أو أجزاء منها، علاوة على إسقاط نظام حكم الرئيس فولوديمير زيلينسكي وتنصيب نظام موال له.

ولا ريب في أن وجود 80 كتيبة تكتيتية روسية على حدود أوكرانيا، بما يشمل 130 ألف جندي ودبابات ومدفعية، يمثل تهديدا لأوكرانيا، خاصة أن هذا الوجود العسكري تشي بأن أي هجوم قد يكون واسع النطاق، خاصة مع وجود قوات الحرس الوطني الروسي التي ستكون مسؤولة عن توفير الأمن في الأراضي الواقعة خلف خطوط العدو وتولي ملف أسرى الحرب والخدمات اللوجستية.

واعتبرت "فورين بوليسي" أن هذه كلها مؤشرات على وجود خطة شاملة للغزو.

أخبار ذات صلة

على غرار أوسيتيا الجنوبية.. بوتن يخشى من "سيناريو الغضب"
التوتر يتصاعد.. تعليق روسي قوي على نشر قوات أميركية بأوروبا
وسط مخاوف أزمة أوكرانيا.. "أوبك بلس" تحسم حصص النفط
خلال 48 ساعة.. هكذا يستطيع بوتن احتلال أوكرانيا "بلمح البصر"

 لكن المجلة الأميركية استدركت قائلة إن أي نقاش حول الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا يجب أن يأخذ في الاعتبار الموارد المتاحة للدولة الروسية، وتاريخ الاحتلال العسكري سواء لروسيا أو الاتحاد السوفيتي والقوى العظمى.

وقالت إن الاستيلاء على المدن الكبيرة والسيطرة عليها، بما في ذلك كييف أو خاركيف أو أوديسا يتطلب قوات ضخمة، لتدمير الجيش الأوكراني وسحق أي تمرد محتمل، أو دعم أي قوة أمنية دائمة يمكن تجنيدها من المتعاونين المحليين أو التعاقد معها من الخارج أوكرانيا.

ويبلغ عدد سكان العاصمة الأوكرانية كييف نحو 3 ملايين شخص يعيشون في منطقة حضرية كثيفة، بينما يبلغ عدد سكان أوكرانيا رسميا نحو 41 مليونا، مما يظهر الحجم الضخم الذي على القوات الروسية أن تتعامل معه.

وقالت المجلة إن عمليات عسكرية سابقة شملت غزو دول عدة أظهرت الحاجة إلى قوات ضخمة، حتى وإن لم تكن هناك مقاومة تذكر، وعلى سبيل المثال، احتاج الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو السابق عند اجتياح تشيكوسلوفاكيا عام 1968، إلى نحو 250 ألف جندي، وجرى رفع العدد إلى أكثر من 500 ألف، للسيطرة على سكان يبلغ عددهم نحو 14 مليونا.

وفي حرب الشيشان الثانية بين عامي 1999- 2003، استعانت روسيا بنحو 90 ألف جندي للسيطرة على منطقة يسكنها نحو مليون شخص لقمع تمرد مسلح.

وفي عام 2003، غزت الولايات المتحدة العراق، الذي كان يبلغ عدد سكانه حينها 26 مليون نسمة إلى قوات بلغ قوامها أكثر من 190 ألف جندي. 

واعتبر خبراء عسكريون حينها أن هذه القوات صغيرة للغاية أمام مهمة إعادة الاستقرار في العراق، لأن النصر السريع على نظام صدام حسين تحول إلى حرب عصابات تحطمت معها السيطرة الأميركية.

ورغم إعادة هيكلة الجيش الروسي وتطويره واختلاف مع الأمثلة السابقة، إلا أنه من الصعب على 130 ألف جندي روسي حفظ الاستقرار في أوكرانيا ما لم تتم زيادة العدد.

وتقول "فورين بوليسي" إن مهما كانت المكاسب السياسية التي يمكن أن تحققها الدولة الروسية في أوكرانيا، فيجب موازنتها مع الضغط الذي سيقع على جيشها، للسيطرة على مناطق كبيرة مع الاضطرار إلى تمويل إعادة البناء الاقتصادي على المدى الطويل.