اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الغرب بمحاولة جر بلاده إلى الحرب وبتجاهل مخاوفها الأمنية المتعلقة بأوكرانيا، فيما تحدث نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الصراع العسكري مع روسيا لن يشمل كييف فحسب، وإنما سيؤدي إلى نشوب حرب شاملة في أوروبا.
وحشدت روسيا ما يزيد على 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا، وتقول دول غربية إنها تخشى من أن بوتن ربما يخطط للغزو.
وتنفي روسيا ذلك، لكنها قالت إنها ربما تخوض عملا عسكريا غير محدد ما لم تٌلب مطالبها الأمنية. وتقول دول غربية إن أي غزو سيتبعه فرض عقوبات على موسكو.
وفي أول تصريحات مباشرة له عن الأزمة منذ ما يقرب من 6 أسابيع، لم يُظهر بوتن أي علامة على التراجع عن المطالب الأمنية، التي وصفها الغرب بأنها مستحيلة وبأنها ذريعة محتملة لغزو أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو.
وقال بوتن، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء المجر الذي يزور بلاده، وهو واحد من عدة قادة لدول حلف شمال الأطلسي يحاولون الحوار معه في ظل تفاقم الأزمة: "من الواضح الآن أنه تم تجاهل المخاوف الروسية الأساسية".
وتحدث بوتن عن احتمال قبول أوكرانيا عضوا في حلف شمال الأطلسي في المستقبل ثم محاولة استعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في عام 2014، قائلا: "دعونا نتخيل أن أوكرانيا عضو في حلف شمال الأطلسي وتبدأ هذه العمليات العسكرية. هل من المفترض أن نخوض حربا مع الحلف؟ هل فكر أحد في ذلك؟ يبدو أنه لا يوجد".
وأوضح بوتن أن "واشنطن لا تهتم بأمن أوكرانيا، بل تريد احتواء روسيا وتستخدم أوكرانيا في سبيل تحقيق ذلك. بهذا المعنى، فإن أوكرانيا نفسها هي مجرد أداة لتحقيق هذا الهدف".
حرب شاملة في أوروبا
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن الصراع العسكري مع روسيا لن يشمل بلاده فحسب، وإنما سيؤدي إلى نشوب حرب شاملة في أوروبا.
وأضاف زيلينسكي خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في كييف أنهما ناقشا خطوات لاحتواء روسيا، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك في المواجهة بين أوكرانيا وروسيا.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تتخذ نهجا مسؤولا تجاه اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار بشأن إنهاء الحرب في شرق أوكرانيا، لكنها تختلف مع روسيا حول كيفية تنفيذ الاتفاق.
الموقف الأميركي
وفي السياق، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي بأن على روسيا أن تسحب قواتها الآن من على حدود أوكرانيا إذا لم يكن في نية موسكو غزو جارتها.
وقال المسؤول إن بلينكن ولافروف أجريا محادثة "صريحة للغاية"، لكن المسؤول أضاف أنه لم تحدث انفراجة أو اتفاق خلال المحادثة، وأن واشنطن لم تر أي علامة على أرض الواقع لخفض محتمل في التصعيد.
وقال المسؤول مشترطا عدم الكشف عن هويته: "نواصل سماع تلك التأكيدات على أن روسيا لا تنوي الغزو لكن المؤكد أن كل إجراء نراه يقول العكس مع استمرار حشد القوات وتحريك الأسلحة الثقيلة إلى الحدود".
وأضاف المسؤول "إذا كان الرئيس بوتن لا يريد حقا الحرب أو تغيير النظام في أوكرانيا، بحسب ما قاله بلينكن للافروف، فإن الوقت الحالي هو وقت سحب القوات والأسلحة الثقيلة والدخول في حوار جاد يمكن أن يحسن الأمن الجماعي الأوروبي".