أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بيان، الاثنين، أن دوله تحضّر قوات احتياطية في حالة تأهّب وأرسلت سفنًا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ: "سيواصل حلف شمال الأطلسي اتّخاذ كل الإجراءات اللازمة للحماية والدفاع عن كلّ الأعضاء، لا سيّما من خلال تقوية دول التحالف الشرقية. وسنردّ دائمًا على أي تدهور في بيئتنا الأمنية، بما في ذلك عبر تعزيز دفاعنا الجماعي".
وأوكرانيا ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي، لكن بعض جيرانها، ومن بينها بولندا، أعضاء بالتكتل.
وأشار الحلف إلى قرارات اتخذتها الدنمارك في الأيام الأخيرة بإرسال فرقاطة وطائرات حربية إلى دول البلطيق، ودعم إسبانيا لانتشارها البحري وتحضير هولندا "لسفن ووحدات برية في حالة تأهب" لقوة الرد السريع.
وركّز أيضًا البيان على عرض حديث من فرنسا لإرسال قوات إلى بلغاريا، لافتًا إلى أن "الولايات المتحدة أوضحت أيضا أنها تدرس زيادة وجودها العسكري".
ومع حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وصل التوتر بين موسكو والغرب إلى أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة، وهناك مخاوف فعلية من اندلاع صراع واسع النطاق في أوروبا الشرقية.
وتنفي موسكو الاتهامات الموجّهة إليها، فيما يطالب أعضاء حلف شمال الأطلسي بتعزيزات.
وكتب وزير خارجية لاتفيا ادغار رينكيفيش على تويتر: "لقد وصلنا إلى المرحلة التي يحتاج فيها التعزيز العسكري الروسي والبيلاروسي المستمر في أوروبا إلى المعالجة من خلال الإجراءات المضادة المناسبة لحلف شمال الأطلسي".
وأضاف: "حان وقت زيادة وجود قوات الحلفاء في الجناح الشرقي للتحالف كإجراءات دفاع وردع".
ويُعدّ الحلف مقترحًا إجراء مزيد من المحادثات مع روسيا بعد أن أصدر الكرملين مجموعة من المطالب التي من شأنها أن توقف حلف شمال الأطلسي عن ضمّ أوكرانيا له.
ويصرّ الحلف من جهته على أنه لن يتفاوض بشأن "مبادئه الأساسية" بما فيها الدفاع عن جميع دوله والسماح للحلفاء باختيار طريقهم الخاص.
وعزز التحالف قواته في دول البلطيق بعد ضمّ روسيا عام 2014 لشبه جزيرة القرم ويدرس حاليًا خططًا لنشر المزيد من القوات في رومانيا وبلغاريا.
أيرلندا: المناورات الروسية غير مرحب بها
من جانبه، قال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني إن روسيا تعتزم إجراء مناورات حربية قبالة سواحل بلاده، في خطوة غير مرحب بها نظرا للتوترات المتزايدة وحالة الشك بشأن ما إذا كانت موسكو تخطط لغزو أوكرانيا.
أوضح كوفيني للصحفيين أن المناورات من المقرر أن تجرى على بعد 240 كيلومترا قبالة الساحل الجنوبي الغربي لأيرلندا، في المياه الدولية ولكن أيضا داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد.
ولدى وصوله إلى بروكسل لإجراء محادثات تركز على روسيا وأوكرانيا مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي، قال كوفيني: "ليست لدينا القوة لمنع حدوث ذلك، لكنني بالتأكيد أوضحت للسفير الروسي في إيرلندا أن ذلك غير مرحب به".
وأضاف: "هذا ليس الوقت المناسب لزيادة النشاط العسكري والتوتر في سياق ما يحدث مع أوكرانيا وداخلها".
وأقر كوفيني بأن روسيا يمكنها إجراء مناورات حربية في المياه الدولية، "لكن حقيقة أنهم يختارون القيام بذلك على الحدود الغربية، على حدود الاتحاد الأوروبي، قبالة الساحل الإيرلندي، فهو شيء في رأينا ليس مرحبا به ببساطة وغير مرغوب فيه الآن، لا سيما في الأسابيع المقبلة".