أعلنت روسيا، الخميس، أنها ستشرع في مناورات حربية واسعة النطاق، بعضها مع دول أخرى، في خضم تصاعد أزمة أوكرانيا، في وقت تراشقت موسكو وبروكسل الاتهامات على خلفية الأزمة ذاتها.
وقالت وسائل إعلام روسية إن البحرية الروسية ستجري سلسلة مناورات في يناير وفبراير.
ويأتي هذا التطور بعيد انطلاق مناورات حربية روسية في 3 مواقع داخل البلاد، شاركت فيها مقاتلات حربية، كما تحركت سفن إنزال حربية روسية من بحري الشمال والبلطيق بشكل مفاجئ.
وعززت هذه التحركات المخاوف الغربية من احتمال اقتراب مخطط غزو أوكرانيا المفترض من التنفيذ، والمتوقع حدوثه في أواخر يناير الجاري ومطلع فبراير المقبل.
وفي السياق، قال مسؤول في القوات المسلحة الإيرانية لوكالة أنباء الطلبة شبه الرسمية إن الصين وروسيا وإيران ستجري تدريبات بحرية مشتركة الجمعة.
وقال مصطفى تاج الدين وهو مسؤول علاقات عامة بالجيش الإيراني إن تدريبات "الحزام الأمني البحري 2022" المشتركة ستُجرى في شمال المحيط الهندي، مضيفا أنها ثالث تدريبات بحرية مشتركة بين الدول الثلاث.
وذكر تاج الدين أن الصين وروسيا وإيران بدأت التدرييات البحرية المشتركة في 2019 وستواصلها مستقبلا.
وقال للوكالة "الهدف من هذه التدريبات هو تعزيز الأمن وأسسه في المنطقة، وتوسيع العمل المتعدد الأطراف بين البلدان الثلاثة من أجل التعاون لدعم السلام العالمي والأمن البحري وتأسيس مجتمع بحري بمستقبل مشترك".
وستشارك في التدريبات قوات بحرية من القوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري، وتشمل تدريبات متنوعة مثل إنقاذ سفينة تحترق وتحريرسفينة مخطوفة وإطلاق النار على أهداف جوية خلال الليل.
تراشق التصريحات
وعلى صعيد آخر، اتهمت روسيا دول الغرب، الخميس، بالتخطيط لـ "استفزازات" في أوكرانيا.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن المزاعم الأوكرانية والغربية بشن هجوم روسي وشيك على أوكرانيا "مجرد غطاء للقيام باستفزازات واسعة النطاق تتضمن الطابع العسكري".
وأضافت: "قد يكون لذلك عواقب مأساوية للغاية على الأمن الإقليمي والعالمي"، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".
وأشارت إلى تسليم أسلحة إلى أوكرانيا عن طريق طائرات نقل عسكرية بريطانية في الأيام الماضية، مدعية أن أوكرانيا تعتبر المساعدة العسكرية الغربية بمثابة "تفويض مطلق لعملية عسكرية في دونباس".
"تشجيع الصقور"
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن التهديد الأميركي بفصل روسيا عن النظام المصرفي العالمي قد يشجع قوى الصقور في أوكرانيا على استخدام القوة لاستعادة السيطرة على شرق البلاد.
وصرح بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف "قد يزرع ذلك آمالا زائفة في نفوس بعض ممثلي القيادة الأوكرانية الذين قد يقررون بهدوء استئناف حرب أهلية في بلادهم".
وندد الكرملين بتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن حول أوكرانيا، التي وعد بها موسكو برد "قاس" في حال هاجمت أوكرانيا عسكريا، معتبرا أنها "مزعزعة للوضع".
وقال بيسكوف: "التصريحات تتكرر على الدوام ولا تساهم في تهدئة التوتر الحالي بل أنها قد تساهم في زعزعة الوضع".
الاتحاد الأوروبي
في المقابل، قالت أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي سيرد على روسيا بعقوبات اقتصادية ومالية "هائلة" إذا شنت هجوما على أوكرانيا.
وأضافت فون دير لاين في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي "إذا تدهور الوضع، إذا وقع مزيد من الهجمات التي تستهدف وحدة أراضي أوكرانيا، سنرد بعقوبات اقتصادية ومالية هائلة. مجتمع عبر الأطلسي يقف ثابتا في هذا".
وتابعت تقول "لا نقبل محاولات روسيا لتقسيم أوروبا إلى مناطق نفوذ، مضيفة "إذا وقعت هجمات، فنحن مستعدون"، وفق "رويترز".