في التاسع من يناير الجاري، أعلنت الصين أنها ستجري اختبارات جماعية لسكان مدينة تيانجين الساحلية القريبة من بكين، بعد ظهور 20 إصابة جديدة بفيروس كورونا، من بينها حالتين للمتحور "أوميكرون".
وكشف عدد من سكان المدينة تيانجين الساحلية، في أحاديث خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، تفاصيل الوضع من حولهم، وكيف تتعامل السلطات مع المتحور "أوميكرون"، من واقع خبرتها مع وباء كورونا في بداياته، حيث ظهر لأول مرة في مدينة ووهان وسط الصين.
التعامل بحزم
تقول ريسي تشيونغ (38 عاما) التي تعيش في تيانجين وتعمل في إحدى المدارس، إنه "رغم تعرض المدينة لإصابات بأوميكرون، فإن الحكومة الصينية تعاملت مع الأمر بشكل إيجابي"، وفقا لتعبيرها.
وتشير ريسي إلى أن معظم من حولها أجرى فحصين على الأقل، مؤكدة أنها لم تصادف أحدا مصابا، وأوضحت أنه "ليس هناك إغلاق كامل للمدينة. ما يحدث هو عزل الأشخاص المصابين فقط".
وأشارات السيدة إلى أنه "بمجرد إعلان ظهور أوميكرون فإن الحكومة الصينية أعلنت بحزم عن خطتها لمواجهة هذا المتحور".
وأكدت: "يمكننا التجول بحرية والذهاب إلى السوق لشراء بعض الأطعمة، لكننا نتبع التعليمات الحكومية بعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة".
وتقضي ريسي معظم وقتها في المنزل حاليا حيث تستغل وقتها في قراءة الكتب وتصفح الإنترنت واللعب مع قططها، بجانب العمل عبر الإنترنت أيضا.
ولا تتوقع المواطنة الصينية أن تكون هناك حالة إغلاق كامل بسبب "أوميكرون"، موضحة أنه "في الأيام القليلة المقبلة سيكون الانتهاء من إجراء الاختبارات لجميع سكان المدينة البالغ عددهم 14 مليونا، والعيش بحرية مرة أخرى".
إحباط
أما الجزائرية نوال بن تومي صاحبة الـ27 عاما التي تعيش في تيانجين بمفردها، فقد وصفت الوضع حولها بأنه "يسير على ما يرام، إلا أن هناك تحفظا من جانب المواطنين الصينيين في الخروج من المنازل إلا للضرورة".
وتقول نوال إن "هناك حالة إغلاق، إلا أن الحكومة منحتنا يوما كاملا قبله لتوفير احتياجاتنا".
وتتابع: "قبل الإغلاق كان لدينا يوم كامل للاستعداد للوضع الجديد، وتم إجراء اختبار للمدينة بأكملها، وبعد الحصول على النتائج منحت الحكومة نصف يوم للخروج من المنازل مرة أخرى، إلا أننا عدنا للمكوث في المنزل لإجراء مجموعة ثانية من الاختبارات للتأكد من النتائج".
وتقول الشابة إن "الأمر كان محبطا في البداية. استرجعت ذكريات موجة الإغلاق الأولى التي شلت الصين لأكثر من 7 أشهر في 2020".
وتوضح أنه "لا شيء مؤكدا حتى الآن فيما يتعلق بالفيروس، إلا أنني أحاول بقدر الإمكان أن أكون متفائلة وإيجابية"، مضيفة: "نستعد للأسوأ ونأمل في الأفضل".
ليس إغلاقا
بينما يقول المواطن الصيني روبين يانغ (38 عاما)، إن الأمور حوله تسير على ما يرام، وإنه لم يعرف أي شخص أصيب بالفيروس من حوله.
ويعتقد أن الأوضاع لا يمكن تسميتها بـ"الإغلاق"، فهي لا تشبه الأجواء في بداية انتشار جائحة كورونا، موضحا أن "البقاء في المنزل إلى حين ظهور نتيجة الاختبار محاولة لمنع انتشار الفيروس أو الإصابة به".
ويضيف: "نحصل على احتياجاتنا من المواد الغذائية، ولا يوجد شيء يدعو للقلق. نعمل من المنزل ونقرأ الكتب ونشاهد التلفاز".
ويرى يانغ أن الفيروس "قد يضرب دولا أخرى بشكل كبير، لكن داخل الصين لا تزال إجراءات الوقاية فعالة ومثالية".
وتعزز الصين من استراتيجيتها لمواجهة فيروس كورونا بمتحوراته استعدادا لتنظيم ورة الألعاب الأولمبية الشتوية، التي تنطلق 4 فبراير المقبل في بكين.