شهد الأسبوع الثاني من العام 2022، وتحديداً يوم الأربعاء 12 يناير، التحليق الرسمي الأول لقاذفة القنابل والصواريخ الروسية المجمعة حديثاً من طراز "تو-160"، ذات المواصفات الخارقة، والتي يطلق عليها اسم "البجعة البيضاء".
انطلقت حاملة الصواريخ المطورة "تو-160 إم" من مصنع قازان للطيران، وحلقت على ارتفاع 600م لمدة نحو نصف ساعة، طبقاً لما أعلنته شركة "روستيخ" في بيان لها، قالت فيه إن طاقم الطائرة قد أجرى مناورات للتحقق من استقرار الطائرة في الهواء وإمكانية التحكم فيها.
سبق ذلك اختبارات جوية تجريبية لقاذفة الصواريخ؛ ففي الثاني من فبراير من العام 2020 نفذت "تو-160 إم" أول تحليق ناجح لها على ارتفاع 1500 م ولمدة 34 دقيقة، وذلك من مطار غوربونوف في قازان وسط روسيا. شهدت التجارب اختبار الأنظمة العامة المطورة والمعدات الإلكترونية اللاسلكية على متن الطائرة وتقييم أداء المحرك الجديد.
القاذفة من طراز "تو-160" توقف إنتاجها في روسيا في العام 2008، بينما استؤنف العمل على إنتاجها من جديد بعد قرار صدر في العام 2015 من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الذي أراد إحياءها من جديد، وتحمل النسخة المطورة الجديدة اسم " تو-160إم".
النسخة المُطورة من طراز "البجعة البيضاء" التي رأت النور أخيراً بعد تجارب أولية مختلفة العام الماضي، تتمتع بمزايا مختلفة عن سابقتها التي بدأ العمل على تطويرها إبان الاتحاد السوفيتي قبل أن يتم التوقف عن إنتاجها في وقت لاحق بعد ذلك، لا سيما المحركين الجديدين كلياً (من طراز إن كا – 32 – 02).
تصل نسبة الاختلاف في البجعة البيضاء الجديدة عن سابقتها الأصلية التي طارت لأول مرة في 1981 ودخلت الخدمة في 1987، إلى 80 بالمئة في معدات الطائرة الجديدة، الأسرع من الصوت، وفق ما أعلنته الشركة على لسان مسؤولة شعبة الإعلام والاتصال يكاتيرينا بارانوفا.
وفيما يتعلق بحمولة الطائرة، والتي توصف بكونها أسرع قاذفة قنابل في العالم، فإنها تستطيع حمل 12 صاروخاً برؤوس نووية (القاذفة مرشحة لحمل صواريخ خا – 95 فرط الصوتية التي تقوم روسيا بتطويرها، والتي يصعب على الدفاعات الجوية اعتراضها)، تصل إلى مدى 3.5 ألف كم. تم تصميمها لتكون مهيأة لحمل أسلحة جديدة، وفق ما أعلن عنه وزير الصناعة في روسيا دينيس مانتوروف في وقت سابق.
كما أن Tu-160M مزودة بأنظمة قتال إلكترونية جديدة وأنواع أكثر تطوراً من الأسلحة، بحسب قائد سلاح الطيران الاستراتيجي الروسي، سيرجي كوبيلاش، الذي ذكر مطلع العام الجاري عن أن قواته سوف تستلم هذا العام طائرتين من طراز Tu-160M بأسلحة جديدة متطورة بأنظمة قتال إلكترونية، وقمرة قيادة زجاجية بشاشة رقمية.
وتم استبدال الرادار الأصلي بالرادار NV-70M الجديد، كما أن نظام التحكم في الطيران ومعدات الملاحة ومجموعة الاتصالات كلها جديدة. وتبلغ تكلفة إنتاج القاذفة الواحدة 270 مليون دولار أميركي.
فيما تجرى حالياً عمليات ترقية وتطوير مقاتلات توبوليف 160 الموجودة في سلاح الجو الروسي، إلى تكوين الطراز الجديد M، بإجمالي حوالي 40 طائرة.
الطائرة التي حلقت رسمياً لأول مرة في 12 يناير 2022 هي أول هيكل طائرة تم بناؤه حديثاً بموجب عقد مع وزارة الصناعة والتجارة من بين عشر طائرات متطورة من طراز Tu-160M2 سيتم إنتاجها للقوات الروسية.
وتعتبر Tu-160M أثقل طائرة عسكرية أسرع من الصوت في العالم حتى الآن، وهي الدعامة الأساسية للطيران بعيد المدى التابع للقوات الروسية، وقد تم تصميمها لضرب أهداف العدو في المناطق النائية بالأسلحة النووية والتقليدية.