يتفاقم وباء كورونا، على نحو مستارع، في الولايات المتحدة، وسط توقعات بلجوء السلطات إلى عدة خيارات جديدة من أجل دفع الناس إلى أخذ اللقاح المضاد لـ"كوفيد 19"، لا سيما في ظل إحجام كثيرين عن التطعيم، بسبب مخاوف وأفكار مرتبطة بنظريات المؤامرة.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن كبير مستشاري الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، أشار إلى احتمال اشتراط اللقاح على كل من يريد السفر جوا.

وفي مقابلة صحفية مع "إم إس إن بي سي"، قال فاوتشي إن جعل أخذ اللقاح شرطا للسفر الجوي سيكون بمثابة "حافز آخر".

وتابع فاوتشي أنه في حال كانت ثمة رغبة للقيام بهذا الأمر، أي فرض الإلزامية مقابل السفر الجوي في رحلات داخلية، "فإن ذلك مما ينبغي أن يجري النظر فيه بجدية".

ويأتي التفكير في هذا الخيار، فيما قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أكثر من مناسبة إن مقاربته إزاء تفشي متحور "أوميكرون" تقوم على أمرين اثنين؛ هما التلقيح وزيادة الفحوص.

واختارت الولايات المتحدة ألا تعود إلى فرض الإغلاق، على غرار دول أوروبية، عادت إلى فرض قيود صارمة، كما أعلنت واشنطن إعادة فتح حدود البلاد أمام القادمين من ثماني دول في منطقة إفريقيا الجنوبية، حيث جرى رصد المتحور الجديد أول مرة.

وشدد بايدن، في وقت سابق، على أن المتحور يبعث على القلق، لكنه لا ينبغي أن يتحول لمصدر "فزع"، داعيا الأميركيين إلى أخذ الجرعة المعززة لأنها تجعلهم أقل عرضة لأن يصابوا بمرض شديد من جراء العدوى.

وشهدت مطارات الولايات المتحدة، يوم الاثنين، إلغاء ما لا يقل عن 2600 رحلة جوية، من بينها ألف رحلة داخلية في البلاد، من جراء تزايد الإصابات في بعض المناطق إلى مستوى أعلى مما جرى تسجيله في الشتاء الماضي.

وتشير بيانات الصحة في الولايات المتحدة، إلى أن متحور "أوميكرون" مسؤول عن أكثر من 70 في المئة من الإصابات الجديدة في البلاد.

أخبار ذات صلة

دراسة: جرعة واحدة من لقاح فايزر تكفي للحماية من فيروس كورونا

 وتجاوز معدل الإصابات اليومي بفيروس كورونا في الولايات المتحدة 200 ألف في اليوم، وهو مستوى لم يجر تسجيله منذ ما يقارب 12 شهرا، بحسب "نيويورك تايمز".

في غضون ذلك، يرجح أن يثير اشتراط اللقاح للسفر جوا، جدلا واسعا في الولايات المتحدة، بينما يقول رافضو التطعيم إن "الإلزامية" تنال من حق الإنسان وحريته في الجسد.

في المقابل، يقول مؤيدو الإلزامية، إن رافضي التلقيح يشكلون عقبة أمام بلوغ المناعة الجماعية، لا سيما أن الأمر يتعلق بمرض معد وينتشر بين الناس مؤديا إلى فقدان الأرواح، وبالتالي، لا يمكن لمن يرفض التطعيم أن يزعم أن الخيار فرديٌ خالص، لأن صحة كافة الناس باتت على المحك.