لم تتعقب أجهزة الاستخبارات الأميركية في هذه القصة القوات الروسية أو أفرادا في تنظيمات إرهابية فيما وراء البحار، بل تجسست فيها على جماعة يمينية متطرفة تعمل في قلب الولايات المتحدة.

ولم يكشف تفاصيل هذه القصة الجاسوسية، إلا المخبر الذي زرعه الأمن الأميركي في وسط جماعة "كلو كلوكس كلان"، التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض والعنصرية وتورطت في أعمال عنف.

والمخبر هو جوزيف مور (50 عاما)، الذي يعيش حاليا مع عائلته في مدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا الأميركية.

وكان مور قناصا في الجيش الأميركي قبل أن يتم تسريحه منه، وجنّده مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف. بي. آي" وكلّفه بمهمة تتبع نشاطات "كلو كلوكس كلان".

وعاش مور حياة مزدوجة لمدة 10 سنوات، وفي حياته الثانية التي لم يعرف عنها المقربون منه شيئا، كان المخبر يرتدي الزي الأبيض الطويل، الذي يميز الجماعة المتطرفة.

أخبار ذات صلة

ضحايا بمواجهات مع "كو كلوكس كلان" بكاليفورنيا

وطوال سنوات الجاسوسية كانت ترافق جسده أداة تقنية تسجل كل المحادثات التي يجريها مع الآخرين، وحضر اجتماعات سرية للجماعات.

وقال إنه عمد إلى كشف نفسه على الملأ، لأن السلطات لا تفعل ما فيه الكافية من أجل اجتثاث العنصريين البيض والمتطرفين الذين ينتهجون العنف.

ويرى أنه من خلال ذلك سيضغط على السلطات الأميركية من أجل الحد من تأثير "كلو كلوكس كلان".

وأكد أنه لا يريد أن يذهب عمله وعمل آخرين مثله من المخبرين السريين سدى، خاصة بعد أن عرّضوا حياتهم للخطر لفضح المتطرفين داخل أميركا.

وكشف أنه صادف العشرات من عناصر الشرطة ومصلحة السجون وغيرهم من عناصر إنفاذ القانون متورطون بصلة مع الجماعة المتطرفة.

وتمكن مور خلال أعماله الاستخبارية من إحباط مؤامرتي قتل على الأقل، بينهما لرجل أسود، وإدانة اثنين من عناصر الجماعة كانا يعملان سجّانين في فلوريدا.