بين تلويح بالعقوبات ومواصلة المفاوضات، لا يزال الملف النووي الإيراني ينتظر الحسم.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أن المبعوث الأميركي الخاص بالمفاوضات النووية، سيتوجه لفيينا في نهاية الأسبوع، وذلك من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي.
وأوضح برايس، استعداد واشنطن للعودة إلى التفاوض غير المباشر مع طهران، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضيق الوقت أمام المفاوضات.
وفي المقابل كشف البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من إدارته "الاستعداد" للخطوة المقبلة، في حال فشلت الدبلوماسية في حل الملف النووي الإيراني.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في مؤتمر صحفي، إن بايدن طلب من فريقه النظر في خيارات أخرى للتعامل مع الملف النووي الإيراني، في حال أخفقت الدبلوماسية.
وأوضحت ساكي: "بناء على مخرجات المحادثات النووية الأخيرة والتقدم الذي تحرزه إيران في برنامجها النووي، نحضر لمسار آخر غير ذلك الدبلوماسي".
وتحدثت ساكي عن "عقوبات محتملة" ستفرض على إيران، ستدرسها الحكومة الأميركية في الفترة المقبلة.
وبدورها حثت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، طهران على العودة إلى الاتفاق، معتبرة أنها آخر فرصة أمام إيران لمعاودة الالتزام بالاتفاق.
جولة الحسم؟
تأمل الدول الكبرى، إحدى طرفي المفاوضات، أن تنتج عن الجولة الجديدة اختراقا حقيقيا.
هذا الأمل يشوبه كثير من الشكوك بعد جولات تفاوض طويلة، انتهت بانتكاسات متتالية.
وبين الأمل والريبة، خرجت تصريحات من وزيرة الخارجية البريطانية، تحذر إيران أنها الفرصة الأخيرة وعليها استغلالها، حيث قالت ليز تراس: "تستأنف المفاوضات غدا في فيينا وهذه تعد آخر فرصة أمام إيران للعودة إلى الاتفاق وأنا أحثهم بشدة على القيام بذلك لأننا مصممون على العمل مع حلفائنا لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية".
وبيّنت: "يجب عليهم العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، لأن من مصلحتهم القيام بذلك".
خيبة للآمال وقلق متزايد هو ما حملته جولة التفاوض الأخيرة للأوروبيين، إذ اعتبروا أن مطالب إيران ما هي إلا تراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل ويونيو.
أما الولايات المتحدة، فاعتبرت أن طهران لم تقدم اقتراحات بناءة، ولم تظهر موقفا جديا في عودة سريعة الى اتفاق 2015.
نقاط الاختلاف
ترغب إيران في أن تركز المفاوضات على رفع العقوبات وضمانات بعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق مرة أخرى، وهي مطالب تمسكت بها طهران في بداية عملية التفاوض.
وعلى الجبهة الأخرى، تسعى الدول الغربية إلى بحث عدد من المسائل المتعلقة بمخزون إيران المتزايد من اليورانيوم المخصب.
وما يزيد الشعور بأن إيران غير جادة، ليس فقط توقفها عن التفاوض لأشهر بحجة الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، ولكن يؤخذ عليها أيضا تسريع وتيرة برنامجها النووي مقابل المماطلة الدبلوماسية.