بعد 16 عاما في السلطة تركت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، منصبها ليخلفها أولاف شولتس، وزير المالية الألماني ونائبها، والمُلقب بـ"السياسي الهادئ" نظرا لقلة كلامه.
تولّى شولتس منصب وزير المالية في حكومة "ميركل" الرابعة، وتم ترشيحه من الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية للفوز بمنصب مستشار ألمانيا.
ويرأس شولتس حكومة مؤلفة من حزبه الاشتراكي الديمقراطي والديمقراطيين الأحرار وحزب الخضر، وهو تحالف أحزاب لم يحدث له مثيل على المستوى الفيدرالي في ألمانيا من قبل.
شغل مستشار ألمانيا الجديد منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب، وبدأ عمله كمحام متخصص في قضايا العمل في هامبورغ.
تنحى عن منصب السكرتير العام في عام 2004، وأصبح رئيسا لحزبه في البوندستاغ، ثم انضم لاحقا إلى حكومة ميركل الأولى في عام 2007 كوزير للعمل والشؤون الاجتماعية.
في عام 2009 غادر "شولتس" الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد انتخابات 2009، وعاد لقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في هامبورغ.
انتُخب أيضًا نائبًا لرئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وقاد حزبه للفوز في انتخابات ولاية هامبورغ عام 2011، وأصبح أول عمدة، وشغل هذا المنصب حتى عام 2018.
أبرز التحديات والسياسة الخارجية
ويقول المتخصص في الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية أيمن سمير إنَّ أكبر الأزمات الداخلية التي سيواجهها "شولتس" هي جائحة كورونا، لأن ألمانيا وأداءها منذ بداية الجائحة لم يكن بالمستوى الذي توقّعه المواطن الألماني.
ويضيف في تصريحات خاصّة لموقع "سكاي نيوز عربية" أن المسؤولية الكبرى على عاتق الحكومة الجديدة هي تحقيق التوازن ما بين تحقيق النمو الاقتصادي من ناحية، والتحوُّل الكبير نحو الاقتصاد الأخضر من ناحية أخرى.
ويتابع: "مع مشاركة حزب الخضر وخاصّةً أنّ وزير الخارجية وهي رئيس الحزب، وثاني وزيرة خارجية تنتمي إلى حزب الخضر في تاريخ ألمانيا، ستدفع لتخصيص جزء كبير من الميزانية للتركيز على قضايا مثل الاحتباس الحراري، وتغيّر المناخ والاقتصاد الأخضر".
وأشار إلى أنّ "خطة الحكومة ربما تخلق بعض المشاكل في الداخل فيما يتعلّق بتوفير الطاقة، خاصّة وأنّ ألمانيا تعاني من أزمة نقص في الطاقة حاليًّا، وتحاول تعويضه من خلال خط غاز نورد ستريم 2 الذي يمكن أن يتوقف في أي لحظة إذا ما نشب أي صراع بين روسيا وأوكرانيا أو بين بيلاروسيا وبولندا".
وأوضح أنَّ هناك أزمة أخرى، وهي "فكرة قيادة أوروبا بعد الجائحة والبريكست لأنَّ هناك عدم يقين بقدرة المستشار الجديد في التعاون بشكل كامل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقيادة أوروبا"، على حد تعبيره.
وأردف قائلًا: "قضية الاندماج وطرح آراء تتعلق بالمهاجرين إحدى الأزمات أيضا، والحزب الاشتراكي الاجتماعي المشكل للحكومة بطبعه يميل للانفتاح على الهجرة، لكن لوحظ في الخطاب الأخير لشولتس وحزبه وحتى للائتلاف بحذره في قضية اللاجئين، لكن شولتس سيطرح رؤية تتعلق بالهجرة الشرعية وتسهيلها لألمانيا، مبديًّا بعض التحفظات على الهجرة غير الشرعية".
العلاقة مع أميركا
وعن العلاقة مع أميركا، توقّع المتخصص في العلاقات الدولية أنّها ستكون أفضل في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن وشولتس لأن سياسة الحزب الاشتراكي الألماني تشبه بشكل كبير نفس أيدولوجية الحزب الديمقراطي الأميركي".
أمَّا عن الشرق الأوسط، فاعتبر أنَّ العلاقة ستكون قويّة، أيضًا، نظرًا لإيمان الائتلاف الألماني والحزب الحاكم بالشراكة مع منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط".
وختم:"دائما ما اتسم خطاب شولتس في الاتحاد الأوروبي أو رئيسة حزب الخضر ووزيرة الخارجية بالإيجابية تجاه منطقة الشرق الأوسط".