اتخذت أزمة المهاجرين العالقين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا منحى جديدا، بعد اتهام وارسو موسكو بالمسؤولية عن تفاقم الأزمة، وسط حديث عن أن التداعيات تهدد أمن الاتحاد الأوروبي واستقراره.

وعلق آلاف المهاجرين الراغبين في دخول بولندا على الجانب البيلاروسي من الحدود، وانتشر الجنود على الجانبين ما أثار مخاوف من حدوث تصعيد.

وواجه مئات المهاجرين درجات حرارة وصلت إلى التجمد وتحلقوا حول نيران التدفئة على الحدود بين البلدين، أمام حواجز الأسلاك الشائكة وصفوف من حرس الحدود البولنديين الذين يمنعون دخولهم الاتحاد الأوروبي.

وتمكن عدد من المهاجرين من العبور إلى بولندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وذكرت وكالة "فرانس برس" نقلا عن الشرطة البولندية أن عناصرها احتجزت أكثر من 50 مهاجرا عبروا الحدود إلى بولندا من بيلاروسيا، بشكل غير قانوني.

وتتهم بولندا ودول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بتشجيع المهاجرين غير الشرعيين من الشرق الأوسط وأفغانستان وإفريقيا على اجتياز الحدود إلى الاتحاد الأوروبي ردا على العقوبات التي فرضها عليها، لكن بيلاروسيا تنفي تلك الاتهامات.

"بوتن العقل المدبر"

وحمّل رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس مورافيتسكي، روسيا مسؤولية تفاقم الأزمة على الحدود مع بيلاروسيا، وقال إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن هو "العقل المدبر للأزمة".

وحذر من تداعيات هذه الأزمة على أمن واستقرار الاتحاد الأوروبي برمته.

وجاء رد موسكو، الأربعاء، على لسان الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الذي قال في مؤتمر صحفي: "نعتبر تصريحات رئيس الوزراء البولندي بأن روسيا مسؤولة عن هذا الوضع غير مسؤولة وغير مقبولة على الإطلاق"، وفق "فرانس برس".

أخبار ذات صلة

توتر بين ألمانيا وبيلاروسيا.. وبرلين تطلب عقوبات جديدة
فرنسا تتهم بيلاروسيا بزعزعة استقرار أوروبا
برلين تطالب بـ"أخذ إجراءات" لوقف المهاجرين من بيلاروسيا
من الدبابات إلى الغاز.. إشارات روسية تثير فزع الغرب

"الغرب افتعل الأزمة"

ولم تتوقف دائرة الاتهامات هنا، إذ اتهم وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، الغرب بافتعال أزمة الهجرة على الحدود البولندية لفرض عقوبات جديدة على مينسك.

وقال ماكي خلال لقاء مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف: "في ضوء الجولة الخامسة من العقوبات التي يتحدثون عنها في الغرب، الذريعة المستخدمة هذه المرة هي أزمة الهجرة التي افتعلها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه التي تتشارك حدودا مع بيلاروس" داعيا إلى "رد مشترك" مع موسكو.

من جانبه، قال لافروف إن مينسك وموسكو: "عززتا تعاونهما بشكل فعال لمواجهة حملة ضد بيلاروسيا شنتها واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون في المنظمات الدولية".

وكان الاتحاد الأوروبي وعد في وقت سابق بفرض المزيد من العقوبات على روسيا البيضاء، واتهم حكومة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو باستخدام المهاجرين كرهائن سياسيين وتعريض أرواح للخطر فيما وصفه بأنه سلوك "على شاكلة أفراد العصابات".

ومن المقرر أن يجري رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال محادثات بشأن الأزمة على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي مع رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي في وارسو في وقت لاحق الأربعاء.

نجاح مابعد اللجوء