فيما قد يُعتبر تحولا نوعيا في المواجهة بين إيران وإسرائيل، أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي إحباطه لمخطط إيراني كان يسعى لاستهداف رجال أعمال وسياح إسرائيليين في عدد من الدول الإفريقية، متهما الحرس الثوري الإيراني بتدريب المجموعة التي كانت تسعى لتنفيذ الهجمات.
وأوضحت إسرائيل أن أجهزتها الاستخبارية حصلت على معلومات متطابقة من عدد من الأجهزة الاستخباراتية الغربية، وأنها تعاونت مع هذه الدول الإفريقية لإحباط المخطط.
القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية، ذكرت أن 5 اشخاص مشتبه بهم اعتقلوا من قبل أجهزة الاستخبارات العامة في كل من غانا والسنغال وتنزانيا، مضيفة أن هؤلاء سعوا لاستهداف إسرائيليين كانوا يرغبون بزيارة هذه الدول الثلاث في نفس الوقت، لإحداث فزع وارتباك في إسرائيل.
المعلومات التي وفرتها المصادر الإسرائيلية، قالت إن الشبكة التي تم إلقاء القبض عليها تلقت تدريبا من الحرس الثوري الإيراني، خاصة داخل لبنان، إلى جانب تلقيهم مواد وموارد غير محددة.
وتم تجنيد المجموعة المدربة ضمن صفوف المدارس الدينية في هذه الدول، وكانت تسعى منذ فترة طويلة للحصول على "أهداف يهودية وإسرائيلية" لاستهدافها في وقت واحد داخل إفريقيا.
ولم ترد حتى الآن أية تأكيدات من الدول الإفريقية الثلاث على هذه المعلومات، لكن جهاز الموساد لا يسرب عادة مثل هذه المعطيات، ما لم تكن لديه أدلة، لأنها قد تمس صورته بعمق لو حدث العكس وتم نفيها.
المعلومات لم تذكر جنسيات المعتقلين الخمسة، وإن كانوا جميعا أفارقة، لكنها أكدت أنهم لم يتمكنوا من اتخاذ أي إجراء أثناء اعتقالهم، مضيفة أن الأجهزة الاستخبارية في هذه الدول تجري تحقيقا مع الشبكة، سعيا للوصول إلى الجهة التي أسستها، وآلية وصولها إلى هذه المرحلة.
وتعليقا على الحادثة الأخيرة، قال أستاذ العلوم السياسية، باسل حنا، لموقع "سكاي نيوز عربية"، "خلال هذا العام فقط، هذه هي المرة الثانية التي تصبح فيها إفريقيا ساحة لمحاولات إيران استهداف مواطنين إسرائيليين. ففي شهر فبراير الماضي كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، إن إيرانيين خططوا لشن هجمات داخل إثيوبيا".
وعقب انتشار هذه الأنباء مباشرة، صارت تساؤلات عديدة تُطرح بشأن الدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني في مثل هذه الأفعال، فتقديم مثل هذا التعاون والمشاركة مع الحرس الثوري الإيراني، واستغلال وجود مئات الآلاف من العاملين وشبكات الأعمال اللبنانية في الدول الإفريقية، قد تمس أمن واستقرار تلك الجاليات اللبنانية في تلك الدول، التي كانت محل ثقة واحترام مؤسسات الدولة والمجتمعات المحلية في تلك الدول، خصوصا في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يعيشها لبنان.