وجد ميرزا أحمدي وزوجته سورايا وأطفالهما الخمسة في 19 أغسطس الماضي، وسط حشود تسيطر عليها الفوضى خارج بوابة مطار كابل الدولي، بحثا عن حياة جديدة مع سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.

وخلال تلك الأوقات العصيبة، سأل الجنود الأميركيون الزوجين الأفغانيين ما إذا كانا بحاجة إلى مساعدة ما.

وخوفا من أن يسحق طفلهما الرضيع، سهيل، وسط الحشود، سلّم الوالدان الطفل إلى أحد الجنود، معتقدين أنهما سيصلان إلى بوابة مطار كابل التي لا تبعد سوى 5 أمتار فقط خلال دقائق.

لكن الأمور لم تسر وفق رغبة الزوجين، إذ شرع مسلحو طالبان في دفع مئات الأفغان المحتشدين في محيط المطار بعيدا عن المكان.

واستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة، حتى تمكن بقية أفراد العائلة من الوصول إلى الجانب الآخر من سياج المطار، وبمجرد دخولهم إلى المطار، اختفى سهيل.

أخبار ذات صلة

الفقر يقهر العائلات الأفغانية.. بيع الأطفال لأجل لقمة العيش
"ملاك كابل".. قصة طفل نجا من انفجار مروع وينتظره "المجهول"
موجة غضب بعد صورة الجندي الأسترالي والفعل المشين بأفغانستان
مأساة إنسانية في أفغانستان.. مليون طفل على طريق الهلاك

وحاول الأب عبثا العثور على ابنه، فقد سأل كل من واجهه عن الرضيع البالغ من العمر شهرين، وأبلغه قائد عسكري غربي بأن المطار منطقة خطيرة للرضع، مشيرا إلى احتمال نقله إلى منطقة خاصة بالأطفال داخل المطار، وعندما ذهب الأب إلى المكان المحدد وجده فارغا.

وأضاف أن القائد العسكري جال معه في كل مكان في المطار بحثا عن الرضيع دون جدوى، مشيرا إلى أنه لا يعرف اسم هذا القائد لأنه لا يتحدث اللغة الإنجليزية وكان يعتمد على زملاء أفغان كانوا يعملون في السفارة الأميركية حيث كان يعمل لمدة 10 سنوات حارس أمن.

ومرت ثلاثة أيام دون أن أي نتيجة.

وقال أحمدي إن أحد المسؤولين المدنيين أبلغه بأن ابنه الرضيع ربما غادرا المكان بنفسه، إذ لا توجد منشآت للعناية بالأطفال هنا.

وغادر أحمدي وزوجته وبقية أطفاله على متن طائرة إخلاء واستقر بهم الحال في الولايات المتحدة، وتحديدا في ولاية تكساس، حيث ينتظرون إعادة توطينهم.

وقال ميرزا إنه رأى عائلات أخرى تسلم أطفالها للجنود من فوق السياج المحيط بمطار كابل، في الوقت نفسه الذي سلم فيه ابنه إلى الجنود.

وأظهرت لقطات سلم فيها رجل أفغاني طفلة ترتدي حفاظة إلى جندي أميركي، وذكرت "رويترز" أن شمل العائلة التئم لاحقا داخل المطار.

لكن ذلك لم يحدث في قصة الطفل سهيل، فقد كان والده يتلقى وعودا ببذل الجهود للبحث عن الرضيع، لكنها في الحقيقة كانت مجرد وعود.

ووضعت مجموعة "دعم اللاجئين الأفغان" لافتة "طفل مفقود" عليها صورة الطفل سهيل على شبكات التواصل الاجتماعي، على أمل أن يتعرف عليه أحد.

وقال مسؤول في الحكومة الأميركية، مطلع على القضية، إنه تم إبلاغ جميع الجهات المعنية بالقصة، بما في ذلك القواعد والمواقع الخارجية.

وأضاف المسؤول أن الطفل شوهد آخر مرة وهو يُسلم إلى جندي أميركي خلال الفوضى التي هيمنت على مطار كابل، قائلا: "لسوء الحظ لا أحد يستطيع العثور على الطفل".