تتصدر المطالب بدعم الدول الإفريقية والنامية لمواجهة تداعيات تغير المناخ أجندة قمة غلاسكو "كوب 26"، باعتبار إفريقيا المتضرر الأول من هذه الظاهرة رغم مساهمتها الضئيلة في حدوثها.
وتولي مصر خلال مشاركتها في قمة غلاسكو أهمية خاصة لطرح مطالب الدول الإفريقية، وهو ما ستتضمنه كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الاثنين، وخلال مباحثاته مع قادة الدول المشاركين.
مخاطر المناخ بإفريقيا
وذكرت تقارير ودراسات حكومية مصرية أن إفريقيا أول ضحايا تداعيات التغير المناخي، رغم أنها القارة الأقل انبعاثا لغاز ثاني أكسيد الكربون، الناتج عن الأنشطة الصناعية والمتقدمة.
وأوضحت التقارير المصرية أن تداعيات تغير المناخ في إفريقيا تتمثل في تعرضها لمخاطر التأثير علي الموارد المائية، وتفاقم ظاهرة النزوح الداخلي، وتزايد الاحتقان بين الرعاة والمزارعين علي خطوط السافانا، ليصل إلى صراعات مسلحة في السودان ونيجيريا ومالي.
وتشير الدراسات حول تداعيات تغير المناخ إلى أن دولا مثل غينيا وغامببيا ونيجيريا وتوغو وبنين والكونغو، وكذلك تونس وتنزانيا، وجزر القمر معرضة لأخطار كبيرة مع حلول 2050، بسبب تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح البحر.
وحذرت التقارير من أن التغير المناخي يُهدد التراث الثقافي الإنساني في دول إفريقية مثل السودان التي صارعت في 2020 لإنقاذ آثارها في منطقة البجراوية.
وأوصت الدراسات بضرورة رصد التمويلات اللازمة للحد من آثار المناخ الضارة في إفريقيا، ومنحها النصيب العادل من هذه التمويلات المقدّرة بنحو 100 مليار دولار، وهو ما تناقشه قمة غلاسكو.
مشاركة مصر
وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان أن الرئيس السيسي سيركز خلال مشاركته قمة غلاسكو على الموضوعات التي تهم الدول النامية بشكل عام والإفريقية على وجه الخصوص.
ومن النقاط محل الاهتمام بالنسبة لمصر التزام الدول الصناعية بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس، والتأكيد على تطلع مصر لاستضافة الدورة المقبلة لقمة تغير المناخ 2022.
وتسعى مصر خلال قمة "كوب 26" إلى إطلاق المبادرة الإفريقية للتكيف مع تغير المناخ، والهادفة لتمكين الدول الإفريقية من الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ إجراءات التكيف والتخفيف من آثار المناخ.
ووفق أجندة القمة يبحث المشاركون الأربعاء 3 نوفمبر التقدم في تمويل مكافحة التغير المناخي، خاصة تدفق الأموال من الدول الغنية المسؤولة عن النسبة الأكبر من الانبعاثات الكربونية إلى الدول النامية المتضررة.
أهمية القمة
ويقول محمد حلمي هلال رئيس "جمعية مهندسي ومستثمري الطاقة"، خبير الطاقة العالمي إن عودة الولايات المتحدة رسميا في فبراير 2021 إلى اتفاق باريس وتصحيح خطأ انسحابها السابق منها سيمنح القمة زخماً كبيراً.
وأضاف هلال في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الدعم الأميركي لجهود مكافحة المناخ سيكون له انعكاسه الإيجابي على مشاركة مصر الممثلة لإفريقيا، استنادا للعلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، وكذلك بين مصر وبريطانيا المضيف الحالي للقمة.
وعن أهمية مشاركة مصر وتمثيلها لإفريقيا، قال الخبير في مجال الطاقة، إن هذه المشاركة ستتيح لمصر العديد من الموارد الهامة لمواجهة المناخ على المستوى الوطني والإفريقي، وأهم هذه الموارد هي مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، المطابق لأهداف حماية البيئة.
وتابع هلال قائلا إن دعم مصر في إنتاج الهيدروجين "الخالي من الكربون"، والتوسع فيه وصولًا لتصديره، سيمنحها القدرة على دعم الدول العربية والإفريقية والنامية، ثم التوجه إلى السوق الأوروبي المتعطش للطاقة النظيفة.
ولفت الخبير العالمي إلى أن مصر خطت خطوات متقدمة في مجال تصدير الطاقة النظيفة لأفريقيا وأوروبا من خلال الربط الكهربائي وتصدير الغاز لعدة دول أبرزها قبرص واليونان ودول أفريقية.
ونوه هلال إلى أن مصر دولة عربية وإفريقية ناشئة تُقيم بنية تحتية جديدة ومدنا صناعية، وتتطلع إلى دعم دولي، لاسيما في مجال نقل الخبرات وتوفير الإمكانات اللازمة لتطبيق معاييز خضراء ونظيفة في المشروعات الكبرى خاصة في مجال الطاقة والصناعات النظيفة.