أكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون "حاسمة" في تحديد ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة وإيران العودة إلى المفاوضات غير المباشرة، واستئناف الجهود لإحياء الاتفاق النووي المبرم بينهما عام 2015.
وقال غروسي في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن إيران واستجابة لنداء عاجل منه، وجهت له دعوة للاجتماع مع قادتها السياسيين في طهران في الأيام المقبلة.
ويدور جدول أعماله حول الانقطاعات في المراقبة الدولية لبرنامج إيران النووي ومسائل أخرى، إذا لم يتم حلها، ويمكن أن تجعل من المستحيل عمليًا العودة إلى الاتفاق النووي.
وذكر غروسي للصحيفة، أن جميع الأطراف الأخرى المشاركة في الاتفاقية، وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، والاتحاد الأوروبي الذي يقوم بدور تنسيقي، أكدوا له أنه إذا لم تتم استعادة نظام المراقبة بالكامل "سيكون من الصعب للغاية الحصول على اتفاق من هذا النوع".
وفي يونيو الماضي، تضررت منشأة كرج لتجميع أجهزة الطرد المركزي بشدة من انفجار، قال مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون إنه عمل تخريبي، مع اتهامات بوقوف إسرائيل وراءه.
وتضررت أو دمرت بعض معدات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورفضت إيران السماح للوكالة بإعادتها إلى العمل. في غضون ذلك، يبدو أن بيانات المراقبة التي استمرت لأشهر مفقودة، أو من المحتمل أن تكون مدمرة.
وفي وقت سابق، عثر مفتشو الوكالة الدولية على آثار لليورانيوم المخصب في ثلاث منشآت أخرى غير معلنة رفضت إيران تفسيرها.
وبموجب اتفاق 2015، وافقت إيران على السماح بالمراقبة المستمرة -بما في ذلك بكاميرات الفيديو- للمنشآت النووية المهمة، بما في ذلك منشأة كرج، غرب طهران.
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران لم تمتثل لمتطلبات اتفاق المراقبة.
وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 2018، وتوقفت إيران عن الالتزام به في 2019.
وعقدت ست جلسات من المحادثات بين إيران والدول المعنية لاستئناف العمل بالاتفاق النووي في فيينا، قبل أن تتوقف في شهر يونيو الماضي مع انتخاب رئيس جديد لإيران.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن الولايات المتحدة تريد استئناف المحادثات لعودة الانضمام إلى الصفقة النووية "قريبًا".
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد التقى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن في واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ووفقًا لبيان صدر عقب اللقاء، فإن بلينكن "تشاور مع المدير العام فيما يتعلق بضرورة وفاء إيران بالتزاماتها المتعلقة بالتحقق النووي، ووقف استفزازاتها النووية، والعودة إلى الدبلوماسية التي تقول إنها تسعى إليه".
المبعوث الأميركي إلى إيران، روبرت مالي، قال قبل أيام، إن الولايات المتحدة ستكون "مستعدة للتكيف مع بيئة جديدة فيها جميع الخيارات إذا لم تكن إيران مستعدة للعودة إلى الصفقة النووية".
ويصل مالي إلى باريس، الجمعة، لإجراء محادثات رباعية (الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) تتناول سبل استئناف المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية الخميس.
وقال متحدّث باسم الخارجية الأميركية إنّه "بعد المشاورات التي أجراها مع شركاء في المنطقة، سيلتقي المبعوث الخاص لإيران روب مالي في باريس الجمعة بنظرائه في مجموعة إيه 3"، الدول الأوروبية الثلاث المعنية بالملف النووي الإيراني.
بدوره قال مصدر دبلوماسي فرنسي إنّ ممثلاً عن الاتحاد الأوروبي سيشارك أيضاً في هذا الاجتماع.