أفرجت حركة طالبان عن ناشطين سياسيين معارضين لها، ومصور صحفي اتهمته بالتحريض على التظاهر ضد الحركة في أفغانستان.
وأكدت مصادر عدة، أن طالبان أفرجت عن المصور الصحفي مرتضى صمدي في مدينة هرات غربي أفغانستان، والذي يعمل لصالح وسائل إعلام أجنبية، بعد اعتقاله قبل نحو شهر، بتهمة التحريض على تنظيم احتجاجات مناهضة لطالبان.
وعمل صمدي مصورا مع مؤسسات إعلامية دولية من بينها شبكة "بي بي سي"، وحظي اعتقاله بتفاعل دولي واسع.
كما أفرجت طالبان عن الناشط السياسي المعارض لها في مدينة هرات، نور أحمد برزین خطیبي، بعد أيام من الاعتقال.
ويمثل الإفراج عن الناشطين في هرات، رمزية خاصة، لكون المنطقة تقطنها أغلبية من الطاجيك، مع وجود معتبر للبشتون والأوزبك والهزارة، هذا إلى جانب سكان لهم أصول عربية.
وكان للمدينة والولاية بشكل عام، موقف تاريخي مناهض لحركة طالبان، عبر واليها وزعيمها السياسي والعسكري القوي إسماعيل خان، الذي يحمل لقب "أسد هرات".
لكن هذا القائد الطاجيكي المخضرم، استسلم لطالبان في أغسطس الماضي، وسمحت له الحركة بالالتحاق بعائلته في مدينة مشهد الإيرانية، على الجانب الآخر من الحدود، وهو الأمر ذاته الذي فعله إبان سيطرة طالبان على الحكم منتصف تسعينيات القرن الماضي، مع فارق واحد أنه لم يستسلم للحركة حينها، وعاد في أواخر عام 2001 ليتزعم مجددا ولايته، مع بداية سقوط طالبان.
وكذلك أطلقت الحركة يوم الجمعة، سراح العضو السابق في البرلمان، غول مجاهد بعد ساعات من اعتقاله في العاصمة كابل.
وجاء الاعتقال خلال المحاولة الثانية لمقاتلي طالبان، بعد أن فشلوا في توقيفه قبل ذلك.
ويعد مجاهد أحد أقوى الشخصيات نفوذا في منطقة "ديه سابز"، الواقعة شمال شرقي العاصمة كابل.
وكان لافتا سرعة إطلاق سراح هذا السياسي، فيما لم تعلن أي من الجهات المعنية في طالبان وحكومتها الانتقالية، سبب اعتقاله.
تهدئة مع الجميع
تحاول طالبان تهدئة الأوضاع في البلاد، وتخفيف التوتر مع معارضيها بمن فيهم قادة "الجبهة الوطنية للمقاومة" الذين سقط من أيديهم وادي "بانشير"، وأبدت الحركة رغبتها في محاورتهم.
كذلك يعمل حكام كابل الجدد على خلق روابط للتواصل والتهدئة مع الطوائف العرقية والدينية، فمثلا قبل أيام وفر مقاتلوها الحماية لأماكن فعاليات يوم عاشوراء وزيارة الأربعين، التي نظمتها أقلية "الهزارة".
كما حضر مسؤولون من طالبان نشاطا نظمته مراجع دينية شيعية، في إحدى الحسينيات بحي "دشت برشي" الذي يقطنه الهزارة بالعاصمة كابل.
وحرص قادة الحركة ممثلين في وزراء الحكومة الانتقالية، خلال الأيام الماضية، على التواصل بشكل مباشر مع رجال الأعمال والتجار، من أجل طمأنتهم بشأن مستقبل استثماراتهم، وللبحث عن حلول للأزمات التي يواجهونها.
وفي هذا الإطار، أصدر رئيس حكومة طالبان الانتقالية، محمد حسن آخوند، أمرا بمنع مقاتلي الحركة من دخول المنازل والشركات في العاصمة كابل ومحيطها، بحجة إجراء تفتيش لها.
وجاء هذا القرار، لضبط تصرفات وصلاحيات مقاتلي طالبان المنتشرين في كابل.
جدير بالذكر أن طالبان أعلنت الأسبوع الماضي، تشكيل لجنة أمنية خاصة لضبط الأمن في العاصمة.