كشفت وزارة الدفاع الفرنسية أن أستراليا أرسلت خطابا لفرنسا، تؤكد فيه "رضاها التام" عن صفقة الغواصات، وذلك قبل ساعات من إلغائها لصالح صفقة أخرى بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، مما سبب أزمة دبلوماسية كبرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية إيرفيه غرانجان للتلفزيون الفرنسي: "في اليوم نفسه الذي أصدر به الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إعلان الاتفاق، تلقت وزارة الدفاع والمجموعة البحرية نافال (التي كانت تصنع الغواصات) خطابا بختم رسمي من البحرية الأسترالية".
وأوضح المتحدث أن الخطاب جاء من وزارة الدفاع الأسترالية ومسؤول عسكري كبير يشرف على المشروع، قال فيه لفرنسا إنه "ألقى نظرة فاحصة على التقدم في العقد بما يتماشى مع بنوده"، وأكد أن أستراليا "راضية عن أداء الغواصة الفرنسية الممتاز، مما يعني بوضوح أننا سننتقل إلى المرحلة التالية من العقد".
وأضاف غرانجان أن "الإعلان في نفس الليلة عن صفقة بين الولايات المتحدة وأستراليا أظهر عدم الاستعداد لإتمام الصفقة"، مشيرا إلى احتمال أن "قرار الانسحاب اتخذ داخل دائرة صغيرة" في كانبيرا.
وأكدت الحكومة الأسترالية أنها أرسلت خطابا لمجموعة "نافال" الأسبوع الماضي، لكنها ذكرت تفاصيل مغايرة لفحواه.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأسترالية: "في 15 سبتمبر 2021 تم إخطار المجموعة أن الانسحاب الرسمي لمراجعة النظام قد تم على النحو المطلوب، بموجب الترتيبات التعاقدية المعمول بها في ذلك الوقت".
وأضاف المتحدث "هذه المراسلات لم تشر إلى أو تسمح ببدء المرحلة التالية من البرنامج، التي ظلت خاضعة لإعلان قرارات الحكومة الأسترالية".
وبعد ساعات من الخطاب، انسحبت أستراليا من الصفقة لصالح صفقة أخرى مع الولايات المتحدة، ستحصل بموجبها على 8 غواصات نووية على الأقل، بدلا من 12 غواصة تقليدية فرنسية.
وتسبب إلغاء الصفقة في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى، ووصفته باريس بـ"طعنة في الظهر" من الحلفاء.
والخميس أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن بلاده تدرك أن المصالحة مع فرنسا بعد أزمة الغواصات "ستستغرق وقتا"، وتتطلب "عملا دؤوبا" من جانب واشنطن.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "نحن ندرك أن هذا سيتطلب وقتا وعملا دؤوبا، ولن يُترجم ببيانات فحسب، بل أيضا بأفعال".
وتطرق بلينكن إلى "التعاون والتنسيق" اللذين تعهد الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون بتعميقهما خلال محادثة هاتفية، الأربعاء، قائلا إن البلدين الحليفين يمكنهما "فعل المزيد" و"القيام بعمل أفضل".
وتحدث الوزير الأميركي مطولا عن أهمية فرنسا، لا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التي أعلنت فيها واشنطن منتصف سبتمبر عن تحالف مع أستراليا وبريطانيا، كان السبب في اندلاع الأزمة.
وفي نيويورك، عقد وزير الخارجية الأميركي صباح الخميس لقاء مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان، وقال بلينكن متحدثا عن لو دريان: "نحن أصدقاء منذ فترة طويلة. لدي تقدير كبير له".
كما نقلت وزارة الخارجية الفرنسية عن لو دريان قوله لنظيره الأميركي، إن الأمر سيتطلب "وقتا وأفعالا" للخروج من الأزمة بين الدولتين، واستعادة الثقة بينهما بعد إلغاء أستراليا صفقة الغواصات.
وتعتزم مجموعة "نافال" أن ترسل بعد بضعة أسابيع لأستراليا، عرضا مفصلا بالأرقام للكلفة التي تكبدتها والكلفة المقبلة، بعد فسخ العقد الضخم، وفقا لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.