فيما تتزايد مستويات التوتر في علاقة إيران بالمجتمع الدولي بسبب برنامجها النووي وسياساتها الإقليمية، أعلن الأسطول الخامس للبحرية الأميركية إطلاق وحدة عسكرية جديدة في منطقة الخليج العربي، قوامها أحدث أنواع الطائرات المُسيرة التي تعمل عبر آليات الذكاء الاصطناعي، كرد فعل على ممارسات إيران في تلك المنطقة.
وكان البيان الرسمي الذي أصدرته القيادة المركزة للقوات البحرية الأميركية، قد قال إن الوحدة الجديدة لن تعمل كجهاز عسكري منفرد، بل ستتصرف كمركز وجهد يعتمد على الشراكات الإقليمية والتحالفات العسكرية لإنجاز مهامها.
وقال براد كوبر المسؤول عن الوحدة الجديدة المسماة "NAVCENT"، إن "المحصلة النهائية وراء قيام هذه الوحدة هو السعي لتطوير وتأهيل الأنظمة غير المأهولة ودعمها بالذكاء الاصطناعي، وذلك للقيام بأمرين رئيسيين: تعزيز وعينا بالمجال البحري، وزيادة حجم الردع".
وما تزال أوساط المراقبين العالميين تنتظر الرد الدولي الجماعي الذي وعدته به الولايات المتحدة تجاه إيران، بعد اتهامها بالوقوف وراء الهجوم على ناقلة النفط البحرية "ميرسر ستريت" في المياه الدولية لبحر العرب، أواخر شهر يوليو الماضي.
وذكر المسؤولون الأميركيون منذ ذلك الحين أكثر من مرة، أن "التمهل في عملية الرد لا يعني بأي شكل تجاوز العقوبات التي ستُتحذ تجاه السلوك الإيران في ذلك الإطار".
فالمياه الدولية في الخليج العربي وبحر العرب تمر في واحدة من أكثر مناطق العالم توترا، بسبب ما يسميه المراقبون "حرب الظل" التي تقودها إيران على الدول والمصالح والشركات العالمية الاقتصادية المدنية، عبر استخدام طائرات مُسيرة تخفي هويتها كفاعل يقف وراء تلك الأعمال، وهو أمر وعدت عدد من القوى الدولية بردعه.
الباحث والخبير في الشؤون الاستراتيجية الأمنية محسن منصور، شرح في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" التأثيرات المستقبلية لتشكيل مثل تلك الوحدة العسكرية، وقال: "طوال 3 سنوات مضت، كانت إيران تعتبر الطائرات المُسيرة أداة مثالية لتنفيذ أجندتها. فهذه الطائرات تستطيع أن تستهدف مناطق ومصالح مدينة بعيدة لنحو ألف كيلومتر عن قواعدها داخل إيران، وأن تخفي أي أثر أو مسؤولية علنية وواضحة لها".
ويضيف منصور: "أي أن الطائرات المُسيرة كانت تحقق الهدفين السياسي والعسكري لإيران في الآن عينه. لكن هذه الوحدة الأميركية هي لإنهاء تلك المرحلة عبر المواجهة بالمثل، فالقدرات العملية والتقنية الإيرانية في هذا المجال لا تجاري ما لدى الولايات المتحدة وبافي الدول الحليفة، وهذه الوحدة هي بمثابة إعلان واضح أن أيام تلك اللعبة الإيرانية قد انتهت تماما، وأن عقاب إيران سيكون من جنس عملها، فيما لو استمرت بما بدأت به منذ سنوات".
ولم يحدد الأسطول البحري الأميركي عدد الطائرات التي ستكون الوحدة مزودة بها أو نوعها، لكنها وعدت أن تكون "كما ونوعا قادرة على خلق ردع مناسب، بالذات في منافذ الإمدادات العالمية من الطاقة".
والأسطول البحري الأميركي الخامس واحد من أكثر أفرع الجيوش الأميركي فاعلية على مستوى العالم، فهو عماد القيادة المركزية الوسطى للجيش الأميركي، ويغطي كامل المساحات التي تشكل شريان العالم في مجال الطاقة، من منطقة قناة السويس البحرية في مصر وحتى الخليج العربي، مرورا بالبحر الأحمر وبحر العرب.
يملك الأسطول البحري الأميركي طائرات مُسيرة متطورة للغاية، وأنماطاً مختلفة من الرادارات وأنظمة المراقبة الضوئية القادرة على توجيه تلك الطائرات وإبقائها في السماء لساعات، إلى جانب كشف وإسقاط الطائرات المضادة.