تتجه الأنظار غدا الأربعاء إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث ستبدأ محاكمة العضو الوحيد الباقي على قيد الحياة في الخلية الإرهابية التي شنت "هجوم باريس" في 20 نوفمبر، صلاح عبد السلام، إلى جانب 19 آخرين.
وستجري محاكمة المتهمين العشرين بشأن ما بات يعرف بأسوأ هجوم إرهابي في تاريخ فرنسا، والذي أسفر عن مقتل 130 شخصا، بالإضافة إلى 9 مسلحين متشددين، من بينهم شقيق صلاح، إبراهيم عبد السلام الذي فجر نفسه في حانة بباريس.
لكن أولئك الذين يأملون في أن يخبر، الرجل العاشر في هجمات باريس، كل شيء عما دفعه ليكون جزءا من الهجمات المروعة يخاطرون بخيبة أمل.
فمنذ اعتقاله بعد مطاردة مكثفة استمرت 4 أشهر وانتهت بتبادل إطلاق النار مع الشرطة في بلجيكا، التزم صلاح عبد السلام الصمت شبه التام بشأن دوره في إراقة الدماء.
ومثل إبراهيم، كان صلاح مزودا بحزام ناسف، لكنه لم يفجره وعثر عليه في صندوق قمامة بجنوب باريس بعد عدة أيام من الهجمات الدامية.
وصلاح عبد السلام، البالغ من العمر 31 عاما والذي يحمل الجنسية الفرنسية رغم أنه نشأ في بلجيكا، متهم بلعب دور لوجستي رئيسي في الهجمات، إذ كان قد قاد المفجرين الانتحاريين الثلاثة الذين فجروا أنفسهم خارج ملعب فرنسا إلى وجهتهم.
كما استأجر عبد السلام سيارات ومخابئ وتوجه في أنحاء أوروبا في الأشهر التي سبقت الهجمات لجمع المسلحين الإرهابيين الذين تسللوا إلى القارة دون أن يلاحظهم أحد بين حشود المهاجرين.
وقال للشرطة بعد فترة وجيزة من اعتقاله إنه كان أيضا مستعدا لتنفيذ هجوم انتحاري في ستاد دو فرانس، أحد الأماكن الستة التي استهدفت هجمات باريس، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة.
وشكك المحققون في هذا الادعاء، قائلين إنهم يعتقدون أنه كان عازما على متابعة مهمته، لكنه تعرقل بسبب حزام ناسف معيب.
وبصرف النظر عن نتيجة المحاكمة، من المرجح أن يقضي صلاح عبد السلام سنوات عديدة خلف القضبان، بعد 3 سنوات فقط من الحكم بالسجن لمدة 20 عاما بتهمة محاولة القتل على خلفية تبادل إطلاق النار مع الشرطة البلجيكية.
وكان عبد السلام، المغربي الأصل، لم يذكر خلال محاكمته أي مبرر لفعله أمام المحكمة. وفي اليوم الأول للجلسات تحدى القضاء، مؤكدا "لا أخاف منكم، ولا أخاف من حلفائكم ولا من شركائكم لأنني توكلت على الله. هذا كل ما لدي، وليس هناك ما أضيفه".
وطالب الادعاء بإنزال عقوبة السجن لمدة 20 عاما، مع ضمان عدم الإفراج قبل انقضاء ثلثي العقوبة بحق المتهمين بـ"محاولة اغتيال العديد من الشرطيين في إطار إرهابي".
برر صلاح عبد السلام، العضو الوحيد الباقي على قيد الحياة من مجموعة المتشددين، اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس، وذلك خلال مثوله للمرة السابعة أمام قاضي مكافحة الإرهاب، بحسب ما أوردت إذاعة "آر تي أل".
وأكد صلاح رغبته في عدم توكيل محام وبأنه يفوض أمره إلى الله، بحسب الإذاعة.
وقال عبد السلام: "لم نهاجمكم لأنكم تأكلون لحم الخنزير وتشربون الخمر وتسمعون الموسيقى، بل لأن المسلمين يدافعون عن أنفسهم إذا تعرضوا لهجوم".
وتابع متوجها إلى ضحايا وذويهم: "ضعوا غضبكم جانبا وفكروا للحظات، أنتم تدفعون ثمن أخطاء قادتكم".