أظهر شريط فيديو نشرته حسابات مرتبطة بحركة طالبان، الاثنين، عددا من مسلحي الحركة وهم يرفعون علم الحركة على مقر ولاية بانشير، آخر معقل لمعارضي الحركة في أفغانستان.
وفي الفيديو، الذي نشره حساب يطلق على نفسه "الإمارة الإسلامية"، تحلق عدد من مسلحي طالبان حول سارية وسرعان ما رفعوا علم الحركة فوقه.
وكانت طالبان أعلنت في وقت سابق على لسان المتحدث باسمها، ذبيح الله مجاهد، الاثنين، أن الحركة سيطرت بشكل كامل على بانشير شمال العاصمة الأفغانية كابل بعد معارك مع "جبهة المقاومة الوطنية" بقيادة أحمد مسعود.
وأضاف أن "متمردين قُتلوا والآخرين فروا. أُنقذ سكان بانشير المحترمون من محتجزي الرهائن. نؤكد لهم أن أحداً لن يتعرض للتمييز. إنهم جميعاً إخواننا وسنعمل معاً من أجل بلد وهدف".
وكتبت الجبهة الوطنية للمقاومة على تويتر أنها تسيطر على "مواقع استراتيجية" في الوادي، مضيفةً أن "النضال ضد طالبان وشركائها سيستمرّ".
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أعضاء من طالبان يقفون أمام بوابة مجمع حاكم بانشير.
من جانبه، قال قائد جبهة "المقاومة الوطنية الأفغانية" المتمركزة في ولاية بانشير، أحمد مسعود، إنه يرحب بمقترحات من مجلس العلماء بالتفاوض من أجل تسوية لوقف القتال.
ويوفر وادي بانشير، المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج، ميزة دفاعية طبيعية، إذ يمكن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدمة، لشن كمائن لاحقا من المرتفعات باتجاه الوادي.
ويمتد وادي بانشير الطويل والعميق لحوالي 120 كم من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي من العاصمة كابل، وتحميه الجبال ذات القمم العالية التي يصل ارتفاعها إلى 3000 متر.
هذه الجبال هي حواجز طبيعية تحمي الإقليم في مواجهة الهجوم الخارجي ما يجعله ثكنة عسكرية شديدة التحصين، مع توفر الغذاء والمياه، فهناك 126واديًا كبيرًا وعشرات الأودية الصغيرة تجعله قادر على الصمود أمام الحصار الطويل.
ومن عناصر الأهمية الاستراتيجية للإقليم ارتباطه بسبع ولايات أفغانية، وهي "تخار" و"بغلان"، في الشمال، و"كابيسا" من الجنوب، و"نورستان" و"بدخشان" في الشرق والشمال الشرقي، و"لغمان" من الجنوب الشرقي، و"پروان" في غرب بانشير، ما يشكل تهديد لحركة طالبان في حالة بقاء الوادي خارج سيطرتها.