عرقلت "جبهة المقاومة الأفغانية" في إقليم بنجشير، شمالي أفغانستان، محاولة جديدة من حركة طالبان للسيطرة على الإقليم، وسط الإعلان عن فشل المفاوضات بين الجانبين.
وتكبدت طالبان خسائر بلغت أكثر من 350 قتيلا و287 جريحا و35 آخرين وقعوا في الأسر، بحسب مصادر من بنجشير، الإقليم الوحيد الذي لم يسقط في قبضتها بعد سيطرتها على البلاد، والمشهور باسم "الأسود الخمسة".
واندلعت مواجهات مسلحة بين مقاومة بنجشير وحركة طالبان قبل 4 أيام على جبهتين على الأقل، وهما جبهة "ممر خواك" الذي يقع عبر الطريق المتجه إلى الشمال الغربي بالقرب من رأس وادي بنجشير، عبر سلسلة جبال "هندو كوش"، وعند مدخل وادي بانشير.
طالبان لم تدخل بانشير
وبحسب تصريحات عضو لجنة مقاومة بنجشير وأحد أبناء الوادي، عبد القادر فقیر زاده، لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن طالبان "تنشر شائعات حول سيطرتها على مواقع داخل بنجشير، ضمن الحرب النفسية والإعلامية التي تشنها، بعد فشل المفاوضات بين المقاومة والحركة".
وقالت طالبان إنها سيطرت على 10 مواقع داخل بنجشير، لكن فقير زاده نفى ذلك، مؤكدا أنه "لم تطأ قدم أي عنصر من طالبان الوادي".
وشدد عضو لجنة المقاومة على أن جميع ممرات ومداخل بنجشير تحت سيطرة جبهة المقاومة، لافتا إلى أن طالبان- التي وصفها بالعدو- تحاول مرارا الدخول للوادي من "جابول – سراج"، وفشلت.
وأوضح أن خسائر طالبان في محاولاتها دخول من "جابول – سراج"، بلغت أكثر من 40 قتيلا في ساحة المعركة، وتم تسليمهم للحركة من خلال وساطة شيوخ غلبهار، وذلك ضمن أكثر من 350 قتيلا و287 جريحا في الجبهتين.
واستقبلت مستشفيات في كابول عشرات الجرحى من طالبان في معارك بنجشير، الذين تُركوا دون علاج لأن العاملين بالمستشفيات لم يعودوا إلى العمل تحت سلطة طالبان، بحسب المصدر ذاته.
فشل المفاوضات
تصاعد الصراع المسلح في وادي بنجشير، يأتي مع إعلان رئيس لجنة الدعوة والتوجيه بطالبان، أمير خان متقي، فشل المفاوضات مع زعيم المقاومة أحمد مسعود.
وقال خان متقي إنه عرض على مسعود حماية الممتلكات الخاصة، إذا ألقى السلاح.
ويشكل أحمد مسعود، نجل الزعيم الراحل أحمد شاه مسعود، وعدد من القادة المحليين السابقين ما يسمى بـ"جبهة المقاومة الوطنية"، لمقاومة هجمات طالبان في وادي بنجشير.
ورد المتحدث باسم جبهة المقاومة الأفغانية، فهيم دشتي، على عرض تقي في تسجيل صوتي، بأن "المقاومة الوطنية الأفغانية لا تبحث عن قضايا شخصية ولا عن منصب في الحكومة، بل تسعى من أجل أفغانستان".
وعلق فقير زاده على فشل المفاوضات، قائلا إن المقاومة في بنجشير"قادرة على الصمود أمام طالبان، ومستعدة للدفاع عن كل الشعب الأفغاني".
ويمتد وادي بنجشيرالطويل والعميق لحوالي 120 كلم من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي من العاصمة كابول، وتحميه الجبال ذات القمم العالية التي يصل ارتفاعها إلى 3 آلاف متر.
وهذه الجبال تمثل حواجز طبيعية تحمي الإقليم في مواجهة الهجوم الخارجي، مما يجعله ثكنة عسكرية شديدة التحصين، مع توفر الغذاء والمياه، فهناك 126 واديا كبيرا وعشرات الأودية الصغيرة، تجعله قادرا على الصمود أمام الحصار الطويل.