بعد مرور أسبوعين على انهيار الحكومة الأفغانية وسيطرة حركة طالبان على البلاد والعاصمة كابل، تبدو الأمور ذاهبة نحو مزيد من التدهور، إذ أدت قرارات الحركة المتشددة إلى وقوع نوع من الفوضى بالمؤسسات العامة التي تخدم الشعب.

وما زاد الأمر تعقيدا، الهجوم الإرهابي الذي ضرب محيط مطار كابل، حيث أوقع أكثر من 170 قتيلا، وتبنى الهجوم تنظيم "داعش خراسان" الإرهابي، ما ينذر بأخطار أمنية كبيرة في المستقبل القريب.

وبحسب مصادر صحفية وأخرى محلية من داخل كابل، تواصل معها موقع "سكاي نيوز عربية" وطلبت عدم كشف هويتها لاعتبارات أمنية، فإن المرافق والمؤسسات الحكومية سيما الصحية والخدمية منها، تكاد تكون معطلة تماما ويتم تسييرها وفق آليات وطرق بدائية، نظرا لفرض حركة طالبان عناصر منها، على رأس مختلف تلك المؤسسات الحكومية.

ويخشى موظفون حكوميون من انتقام طالبان منهم، ما يدفعهم إلى الإحجام عن العودة، خاصة أنهم لا يثقون بوعود الحركة. 

أخبار ذات صلة

طالبان تستعد لتشكيل حكومة جديدة في غضون أسبوعين
الاقتصاد.. يد طالبان "الضعيفة" في أفغانستان

أسى على الماضي

وتقول المصادر الأفغانية لموقع "سكاي نيوز عربية": "الناس تتحسر على الوضع السابق سيما لجهة الخدمات، فرغم كل ما كان يشوب الأداء الحكومي سابقا من نواقص ومثالب، لكن كانت هناك على الأقل حكومة وكوادر ادارية متعلمة، حيث كان يدير المرافق العامة والخدمية والحياتية بشكل عام، أناس مختصون كل في مجال عمله".

وتضيف المصادر "مع الأسف، الآن، يتم وضع مصير ملايين البشر بين أيدي مقاتلين، لا يعرفون سوى القتال ولغة السلاح، ولا يتقنون إدارة شؤون المواطنين ولا التعاطي المدني معهم".

بوادر أزمة خبز

وتتابع: "لغاية الآن، تتوفر المواد الغذائية والاستهلاكية في الأسواق، لكن مع مرور الوقت فإن نقصها وشحها كما تدل المؤشرات هو الاحتمال الأكبر، لا سيما مع ضبابية الوضع ما بعد سيطرة طالبان، وكيف سيكون شكل حكم أفغانستان وتسيير أمورها، فمثلا ثمة بوادر لحدوث أزمة خبز وقس على ذلك".

وتضيف المصادر: "الناس قلقون وخائفون ويضعون أيديهم على قلوبهم، خشية على حيواتهم وعلى مصيرهم في ظل الوضع المتفجر هذا، فمثلا البنوك والمصارف مقفلة، ولا يتم صرف سوى 200 دولار أميركي في الأسبوع من قبلها لكل عميل من عملائها، ممن يقفون في طوابير طويلة أمام تلك البنوك".

وتابعت: "كما تنتشر ممارسات عناصر طالبان المسيئة للناس، عبر التدخل في خصوصياتهم وفرض أنماط معينة عليهم، ولعل أكثر المتضررين مما يتم في أفغانستان وخاصة في كابل هن نساء البلاد ممن تهدد عودة طالبان بنسف كل التطور النسبي الذي تحقق لهن، على صعيد تحسين شروط حياتهن ومشاركتهن في الفضاء العام الأفغاني".