لم يبق أمام العديد من الأفغان العالقين في محيط مطار كابل سوى خيار كسر أياديهم، لعل وعسى يحظون بفرصة إجلاء عن البلاد هربا من جحيم حركة طالبان.
وحدثت مثل تلك الوقائع في الساعات الأخيرة من عمليات الإجلاء التي انتهت عند منتصف الليلة الماضية، حيث كان الآلاف عالقون داخل المطار وخارجه، وكان من المؤكد أنه لا يمكن إجلاء الجميع مع انتهاء المهلة المحددة.
وقدرت مصادر عدد الموجودين داخل حدود مطار حامد كرزاي الدولي حوله بنحو 40 ألف أفغاني، ثلهم داخل حدود المطار، والبقية وراء الأسوار، والكل يحدوه الأمل بالرحيل.
كامدري واحد من هؤلاء المواطنين الأفغان الذين كانوا داخل المطار، ورفض الكشف عن اسم عائلته، لأنه يعمل متعهدا محليا لايحصل على العقود من المنظمات الدولية.
الوقت مر بسرعة
ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "الوقت يمر سريعا جدا هنا. ثمة من يحسب الوقت بالدقائق، ومع معرفة الأعداد القليلة المتبقية من الرحلات الجوية، فإن الموجودين يتزاحمون بشكل مرعب للحصول على فرصة إجلاء".
وتابع: "خلال اليومين الماضيين كان واضحا إن النساء والأطفال حصلوا على امتياز في الترحيل، الأمر الذي دفع بعض الشُبان لعقد صفقات مع بعض الفتيات الوحيدات، ليقبلوا بهم كأزواج مفترضين، ويحصلوا على فرصة الإجلاء".
أسعار فلكية
ويضيف "بالنسبة للخدمات الطبية والمواد الغذائية، فإن الأوضاع داخل المطار تبدو أفضل من محيطه، بالرغم من ارتفاعها الهائل، إذ وصل ثمة الوجبة الواحدة إلى قرابة 200 دولار. لكن القوات الأميركية والحليفة لها توفر بعض المواد الغذائية أثناء عودتها من بعض الرحلات".
وعلى الصعيد الطبي أكثر هناك نحو 20 طبيبا يعالجون المرضى، وفق المصدر.
ويخشى الموجود الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على فرصة إجلاء من انتقام حركة طالبان، خاصة بعدما سيطرت على المطار وبات لها اليد العليا في البلاد، خاصة أنها تعتبرهم أعداءً لها.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ إن الهجمات الإرهابية يمكن أن تلاحقهم أيضا من جانب تنظيم "داعش خراسان".
كسروا أعضاءهم
وحاول كثيرون استجداء الأميركيين أخذهم معهم، فمثلا رفع بعضهم لافتات تحمل القوات الأميركية مسؤولية ما قد يُلاقونه مستقبلا من مصير على يد داعش، ما لم يتم إجلاؤهم.
لكن أقسى تلك المشاهد كانت إقدام العديد من الشُبان الأفغان داخل حرم المطار وفي محيطيه على أكسر أياديهم وأصابعهم، ليحصلوا على دور مُتقدم في عملية الإجلاء، لكن لسوء حظ هؤلاء، فقد طلبات هؤلاء في المغادرة من طرف القوات الأجنبية.
من جانبها، حركة طالبان حاولت تهدئة روع المتبقين من الأفغان داخل مطار كابل وفي محيطها، مذكرة بأن العفو الذي أصدرته يشمل جميع الأفغان، بمن في ذلك الموجودون في المطار، لكن هؤلاء شككوا بنوايا الحركة، مذكرين بما يتعرض له غيرهم من المتعاونين الأفغان السابقين مع قوات التحالف الدولي من جانب مسلحي الحركة المتشددة.