يبدو أن حركة طالبان تسلك على الأرض سلوكا يختلف تماما عن الخطاب التصالحي الذي يكرره متحدثو الحركة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل.
وكانت حركة طالبان قد أعلنت في وقت سابق أنها أصدرت عفوا عاما على أولئك الذين كانوا يخدمون في الحكومة الأفغانية السابقة.
وفي أول مؤتمر صحفي عقدته الحركة في كابل بعد الاستيلاء عليها في منتصف أغسطس الجاري، أعلن المتحدث باسم الحركة العفو، ذبيح الله مجاهد، عن "أعداء الحركة" بمن فيهم أولئك الذين عملوا مع القوات الغربية قبل انسحابها.
على الأرض الأمر مختلف تماما. تقول صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن الحركة المتشددة علقت "رسائل ليلية تقشعر لها الأبدان" على أبواب منازل أولئك الذين عملوا مع القوات الغربية.
وتأمر هذه الرسائل أصحاب المنازل المعنية بالمثول أمام محكمة تعقدها طالبان، وفي حال التخلف عن المثول أمام المحكمة، فقد يؤدي ذلك إلى عقوبة الإعدام.
ومن بين هؤلاء، كان شخص أفغاني يدعى "ناز". يبلغ من العمر (34 عاما)، وهو وأب لستة أطفال.
وكانت شركته قد ساعدت الجيش البريطاني في بناء طرق في ولاية هلمند، جنوبي أفغانستان، ومدرج في مطار كامب باستيون، بالولاية.
وكان "ناز" بطلب للحصول على ملاذ في بريطانيا بموجب برنامج إعادة التوطين الأفغاني ، لكن تم رفض طلبه.
وأضاف الرجل الأفغاني "الرسالة كانت رسمية وختمها طالبان. إنها رسالة واضحة بأنهم يريدون قتلي. إذا حضرت إلى المحكمة ، فسوف أخسر حياتي".
وتابع: "إذا لم أفعل، فسوف يقتلونني، ولهذا أنا مختبئ. أحاول إيجاد طريقة للهروب. لكني بحاجة للمساعدة".
وتم تحذير شخص آخر، وهو مترجم عمل مع الجيش البريطاني، والرسالة التي تلقها كانت: "سلم نفسك أو الإعدام".