كشفت تقارير صحفية أميركية أن واشنطن سلمت طالبان، قائمة بأسماء المواطنين الأميركيين وحملة الإقامات الدائمة في الولايات المتحدة والأفغان المتعاونين مع القوات الأميركية، مما أثار مخاوف من عمليات انتقامية تشنها الحركة المتشددة ضدهم.
وقال مسؤولون أميركيون مطلعون لصحيفة "بوليتيكو" إن الغرض من الخطوة "السماح للأسماء الواردة في القائمة بالدخول إلى مطار كابل" الذي تسيطر عليه حركة طالبان، ومن ثم السفر مغادرة أفغانستان إلى الولايات المتحدة.
وفي أعقاب سيطرة طالبان على كابل، قدم فريق التنسيق العسكري والدبلوماسي الأميركي المشترك في مطار كابل، قائمة بالأشخاص الذين تهدف الولايات المتحدة إلى إجلائهم إلى الحركة، حسب المصادر.
وشملت هذه القائمة أفغانا خدموا إلى جانب الولايات المتحدة خلال الحرب التي استمرت 20 عاما وسعوا للحصول على تأشيرات هجرة خاصة إلى أميركا، كما أدرج بها المواطنون الأمريكيون ومزدوجو الجنسية والمقيمون الدائمون الشرعيون.
إلا أن ذلك أثار غضب مشرعين ومسؤولين أميركيين، من احتمال تعريض من وردت أسماؤهم في القائمة لخطر عمليات انتقامية من جانب طالبان، بدلا من السماح لهم بالسفر إلى خارج البلاد.
ولحركة طالبان تاريخ في قتل الأفغان المتعاونين مع الولايات المتحدة والقوات الأخرى المتحالفة معها، خلال العقدين الماضيين.
وتسعى الولايات المتحدة إلى إجلاء عشرات الآلاف من الأميركيين والجاليات الغربية الأخرى والأفغان المتعاونين مع القوات الأميركية، إلى خارج أفغانستان، بعد سقوط كابل في يد طالبان وغرقها في الفوضى على مدار الأيام الماضية.
ومنذ سقوط كابل في يد طالبان قرب منتصف أغسطس الجاري، تم إجلاء ما يقرب من 100 ألف شخص، واضطر معظمهم إلى المرور عبر العديد من نقاط التفتيش التابعة لطالبان.
وقال مسؤول عسكري أميركي لصحيفة "بوليتيكو"، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: "في الأساس وضعوا كل هؤلاء الأفغان على قائمة القتل. إنه شعور مروع وصادم".
وقال مسؤول أميركي آخر للصحيفة منتقدا قرار بايدن بالانسحاب من أفغانستان: "كان عليهم فعل ذلك بسبب الوضع الأمني الذي خلقه البيت الأبيض بالسماح لطالبان بالسيطرة على كل شيء خارج المطار".
وتأتي هذه الأخبار بعد ساعات فقط من هجومين دمويين خارج مطار كابل، أسفرا عن مقتل 13 عسكريا أميركيا وعشرات الأفغان، تبناهما فرع تنظيم "داعش" في أفغانستان.