بينما كان الرئيس الأميركي جو بايدن يدافع عن خطته لإخلاء القوات الأميركية بشكل سريع من مطار كابول المدني الدولي، مع حلول الـ 31 من أغسطس الحالي، وسط انتقادات للتسرع في العملية، سربت وسائل الإعلام الأميركية خبراً عن تهديد إرهابي محدق بأفراد الجيش الأميركي في كابل.

وأشارت المعلومات التي نقلها مسؤولون من وزارة الدفاع الأميركية للمشرعين الأميركيين، إلى وجود تهديدات جدية لأفراد الجيش الأميركي والطائرات العسكرية والمدنية الأميركية العاملة في مطار كابل الدولية، يقف خليها تنظيم فرع داعش الناشط في مناطق أواسط آسيا، الذي يُسمى اختصاراً "داعش خرسان ISIS-K".

المعلومات التي ذكرتها وزارة الدفاع الأميركية، تحدثت عن سعي التنظيم إلى استهداف بوابات مطار كابل الدولي، كما أن المتطرفين جربوا أكثر من مرة استهداف الطائرات العسكرية المغادرة من مطار كابل، حسبما ذكرت موقع بوليتيكو نقلاً عن ثلاثة مساعدين في الكونغرس الأميركي، إلى جانب مصادر استخباراتية مُطلعة.

الرئيس الأميركي جو بايدن تبنى تلك المعلومات تماماً، مذكراً في تصريحات واضحة إن استمرار بقاء القوات الأميركية في أفغانستان بعد تاريخ الـ31 من أغسطس الحالي، مُشدداً على أن تنظيم "داعش خرسان" يشكل ذلك التهديد عملياً على الأرض، وأن المواطنين الأميركيين قد يتعرضون لانتقام هذه الجهة.

أخبار ذات صلة

روسيا تحذر: "داعش" يحاول إنشاء قاعدة جديدة للتوسع بأعماله
"داعش في أفغانستان" تنفي مقتل قائدها

 وعود طالبان

وكانت حركة طالبان قد تعهدت بعدم تحول بلادها إلى بؤرة للتنظيمات المُتطرفة، لا سيما التي تُهدد دول الجوار أو الأمن والسلام الدولي. مذكرة بأنه كان ثمة شقاق كبير بين الحركة ومقاتلي داعش على الدوام، لأنهم لم يكونوا على وفاق في أي وقت.

لكن المراقبين كانوا يُشيرون إلى العلاقات التقليدية التي كانت تجمع الحركة بتنظيم القاعدة أثناء حُكمها لأفغانستان خلال الأعوام (1996-2001) حينما تحولت المناطق المحكومة من طالبان إلى بؤرة لتمركز التنظيمات المُتطرفة والتي تتبنى ما يعرف بـ"النزعة الجهادية العالمية".

الباحث والخبير الأمني الأفغاني تمارغي هسدران شرح في حديث مع سكاي نيوز عربية تفاصيل ما يتم تداوله بشأن تنظيم داعش/خرسان في أفغانستان راهناً "منذ سنوات كانت الحكومة المركزية قد فقدت السيطرة الفعلية على الكثير من المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، ومُختلف التنظيمات المُتطرفة الآسيوية كانت تسعى لأن تخلق موطئ قدم لها في أفغانستان، لا سيما ذات التوجهات الجهادية العالمية".

وأورد أن حركة طالبان تمكنت من شراء ولاء الكثير من تلك التنظيمات، إلا أن تنظيم داعش، وبفعل الضجة التي أحدثها خلال السنوات الماضية في سوريا والعراق، فإنه لم يُجر أية تسوية مع حركة طالبان، وكانت الاستخبارات العسكرية التابعة للحكومة السابقة تصمت عن الكثير من خلاياها النائمة، متمنية أن يحدث صدام بينها وبين حركة طالبان، ومع حالة الفوضى الراهنة فإن تلك الخلايا صارت ناشطة حالياً".

أخبار ذات صلة

بايدن يحذر: القوات الأميركية بأفغانستان في مرمى الإرهاب
خبراء: تهديدات "القاعدة" ضد أميركا في أعلى مستوياتها

طالبان مستفيدة

المتابعون للشأن الأفغاني أشاروا إلى استفادة حركة طالبان من مثل هذه المعلومات المتداولة، لأنها تُظهر الحركة كتنظيم وسطي قادر وساعي إلى مواجهة الجهات شديدة التطرف، التي تملك أدوات ونزعات لنشر العنف في مختلف مناطق العالم، وهي قد تستفيد من ذلك مستقبلاً داخلياً، من خلال تمييز أنفسها في نظر المُجتمع الأفغاني.

وكان تنظيم داعش/خرسان واحداً من التنظيمات التي أعلنت عن نفسها كفروع لتنظيم داعش المركزي الذي سيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق خلال العام 2014. فهذا التنظيم كان يُعلن عن نيته لقيادة أعمال التنظيم في مناطق آسيا، ونفذ العديد من العمليات الإرهابية في كُل من باكستان وطاجكستان والهند.

ثمة مخاوف شديدة من مستويات التداخل بين هذا التنظيم وحركة طالبان، فالقائد العام الأول لهذا التنظيم (حافظ سعيد خان) كان مقاتلاً في تنظيم طالبان-باكستان، ونائبه عبد الرؤوف علي زادة كان بدوره مقاتلاً في تنظيم طالبان نفسها، اللذين قُتلا في قصف أميركي خلال العام 2016.

تنظيم داعش/خرسان كان ناشطاً في إقليمي هلمند وفرح الأفغانيين، لكنه حسب تقرير صدر عن الأمم المتحدة في شهر يونيو من العام 2020 قد تراجع في قدراته على تنفيذ عمليات مباشرة، بسبب الصراع الداخلي بين قادته، وأن أغلبت خلاياه أنما تعمل بشكل صامت، خصوصاً وأنها لم تدخل في مساومة مع حركة طالبان.