انخفض مستوى العاصفة الاستوائية "هنري" إلى منخفض مداري في وقت متأخر الأحد بعدما وصلت إلى رود آيلاند الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، لتتسبب بانقطاع الكهرباء عن آلاف الأميركيين وتقتلع الأشجار وتؤدي إلى هطول كميات أمطار قياسية.
ووصلت العاصفة إلى البر قرب بلدة ويسترلي في رود آيلاند حوالى الساعة 12,15 (16,15 ت غ)، وفق ما ذكرت خدمة الأرصاد الوطنية. وتم خفض مستوى العاصفة "هنري" من إعصار من الفئة الأولى في وقت سابق الأحد.
لكن المركز الوطني للأعاصير أفاد في إرشاداته للساعة الخامسة صباحا (09,00 ت غ) أن العاصفة "هنري" كانت "ثابتة تقريبا" وتراجعت سرعة الرياح إلى 48 كلم في الساعة، وهو مستوى أقل بكثير مما كان منتظرا مع "تغير ضئيل في قوته" عن التوقعات السابقة.
وتعد "هنري" عاصفة مدارية نادرة من نوعها تضرب الساحل في شمال شرق الولايات المتحدة وتأتي مع ارتفاع درجات حرارة سطح المحيطات نظرا للتغير المناخي.
ويشير علماء إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ازدياد شدة الأعاصير وحملها مزيدا من المياه، ما يمثّل تهديدا متزايدا لسكان المناطق الساحلية حول العالم.
وصدرت تحذيرات لملايين السكان في نيو إنغلاند ولونغ آيلاند في نيويورك للاستعداد لاحتمال هبوب رياح عاتية وعواصف والبقاء لأيام من دون كهرباء.
وتحدّث حاكم رود آيلاند دان ماكي عن "فيضانات كبيرة" في بعض المناطق، فيما لم ترد أي تقارير عن سقوط ضحايا.
وبعد الظهر، ألغى المركز الوطني للأعاصير جميع التحذيرات بشأن العواصف وأشارت تقارير أولية من السكان إلى أن العاصفة لم تكن سيئة بالدرجة المتوقعة رغم أن سقوط بعض الأشجار ألحق أضرارا بمنازل في غروتون في كونيتيكت.
وفي نيوارك في نيوجيرزي، تسببت الفيضانات بحالة فوضى وأنقذت أجهزة الطوارئ 86 شخصا، بينهم 16 طفلا، غرقت مركباتهم.
وفي هلميتا جنوبا، اضطر متطوعون في جهاز الإطفاء لشق طريقهم في المياه التي بلغت مستوى الخصر للمساعدة في إجلاء سكان ارتفع منسوب المياه بشكل خطير في محيط منازلهم.
وانقطعت مصادر الطاقة عن نحو 79 ألف شخص في رود آيلاند وعن نحو 33 ألفا آخرين في كونيتيكت، وفق موقع "باورآوتيج.يو إس" المتخصص.
وألغيت أكثر من 200 رحلة في مطار نيوارك فيما أعلن مطارا لاغوراديا و"جي إف كي" في نيويورك إلغاء نحو 200 رحلة.
وأمر الرئيس جو بايدن وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية بتنسيق جهود الإنقاذ في رود آيلاند وكونيتيكت ونيويورك، حيث نشر الحاكم أندرو كومو 500 جندي من قوات الحرس الوطني.
وقال بايدن للصحافيين "نقوم بكل ما في وسعنا لمساعدة هذه الولايات على الاستعداد والاستجابة والتعافي".
وبينما لم تصل العاصفة "هنري" إلى مدينة نيويورك إلا أنها أحدثت ظروفا أشبه بتلك الناجمة عن العواصف المدارية خلال الليل
ويوم الأحد حيث أبقت السلطات على تحذيراتها من الفيضانات حتى الساعة 17,45.
وذكر المركز الوطني للأعاصير بأن "هنري" ستتسبب بهطول ما بين 7,5 و15 سنتمترا من الأمطار في أنحاء المنطقة.
وقبل خفض مستواها، كانت "هنري" أول إعصار يضرب نيو إنغلاند منذ 30 عاما. وأسفر الإعصار "بوب" سنة 1991 عن مقتل 17 شخصا على الأقل.