في مواجهة موجة هجرة جديدة محتملة من أفغانستان، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الأوروبية إلى تحمل مسؤولية فرار الأفغان من حركة طالبان، وحذر من أن بلاده لن تصبح "مستودعًا للاجئين" لأوروبا.
وفي كلمة متلفزة عقب اجتماع للحكومة، قال أردوغان إن حكومته ستدخل "إذا لزم الأمر في محادثات مع حكومة يمكن أن تشكلها طالبان من أجل استقرار وأمن هذا البلد".
تأتي تصريحات أردوغان وسط زيادة عدد الأفغان الذين يشقون طريقهم إلى تركيا عبر الحدود من إيران في الأسابيع الماضية.
وقال أردوغان "نحتاج إلى تذكير أصدقائنا الأوروبيين بهذه الحقيقة: أوروبا - التي أصبحت مركز جذب لملايين الأشخاص - لا يمكنها البقاء بعيدًا عن مشكلة اللاجئين بإغلاق حدودها لحماية سلامة ورفاهية سكانها".
وأضاف "ليس على تركيا واجب أو مسؤولية أو التزام بأن تكون مستودعا للاجئين لأوروبا".
وقال أردوغان إن بلاده تستضيف خمسة ملايين لاجئ أجنبي، بينهم 3.6 مليون سوري فروا من الحرب الأهلية في الدولة المجاورة، و300 ألف أفغاني.
وأوضح أن نحو 1.1 مليون أجنبي يحملون تصاريح إقامة في بلاده.
كما ذكر الرئيس التركي أنه على علم بحالة "عدم ارتياح" التي لدى الشعب التركي بشأن اللاجئين.
وأكد مجددًا أن بلاده كثفت من حراسة حدودها مع إيران عن طريق قوات الجيش والدرك والشرطة، وأن الجدار الذي يتم تشييده على طول الحدود يقترب من الاكتمال.
وتابع قائلا "دولتنا مسؤولة بشكل أساسي عن سلامة ورفاهية 84 مليون مواطن. من ناحية أخرى، لسنا مجتمعا يفتقر إلى الشخصية، ولا يفكر إلا في نفسه، ويدير ظهره لمن يأتون إلى بابه".
وفي إشارة إلى ملايين السوريين في تركيا، قال أردوغان إن أولئك الذين تعلموا اللغة التركية واكتسبوا مهارات مهنية وتكيفوا مع البلاد سيبقون في تركيا، بينما سيتعين على الآخرين العودة إلى سوريا بمجرد تحسن الأوضاع في البلد الذي مزقته الحرب.
وأردف قائلا "من مسؤوليتنا تجاه مواطنينا مساعدة أولئك الذين لم ينجحوا في العودة إلى ديارهم بالتوازي مع تحسن الوضع في بلادهم".
ولفت أردوغان إلى أن قرابة 450 ألف سوري عادوا بالفعل إلى سوريا.