أفادت وزارة الصحة الإيرانية بوفاة 542 مصابا بفیروس کورونا المستجد، مع تسجيل 36619 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لتكون هذه الحصيلة اليومية الأعلى التي تعلن عنها السلطات للوفيات من جراء الإصابة بكورونا، منذ بداية انتشار الوباء في إيران.
وأعلن محمد شريفي مقدم، الأمين العام لدار التمريض في إيران، عن انهيار وزارة الصحة، ونظام الرعاية الصحية الذي ترك لوحده في مواجهة وباء كورونا، مشيرا إلى أن حالات الدخول للمستشفيات بلغت 3 أضعاف الطاقة الاستيعابية، بواقع أقل من 1.5 ممرضة لكل ألف مواطن.
وبلغ عدد المدن المصنفة -حسب درجة الخطورة الوبائية- حمراء قرابة 350 مدينة إيرانية، والبرتقالية بلغ نحو 90 مدينة، وسط الارتفاع الحاد في أعداد الإصابات والوفيات.
وتشهد المستشفيات والمراكز الصحية اكتظاظا غير مسبوق، وسط امتلاء الأسرة ونقص وحدات العناية المركزة، والأكسجين، وإرهاق الكوادر الطبية ونقصها، والتي ما عادت تكفي لتغطية عدد الحالات الهائل والتعامل معها، بحسب المصادر الصحية الحكومية.
وعن خطورة الوضع الوبائي في إيران، وانعكاساته الكارثية عليها، يقول الناشط المدني الإيراني هوزان شريف، في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "الخلل بالدرجة الأساسية سياسي وليس صحيا، حيث تتوفر البلاد على طاقات وكوادر بشرية طبية جديرة، لكن من يتحمل المسؤولية عن هذا الانفلات الوبائي هو النظام الحاكم، عبر فشله في إدارة أزمة انتشار فيروس كورونا، وخصوصا فشله في توفير اللقاحات وتوزيعها على المواطنين والمناطق المختلفة من البلاد".
ويضيف: "الطبابة والتعليم والاقتصاد ومصالح المواطنين والخدمات، هي قضايا ثانوية وتافهة في نظر هكذا نظام تسلطي وتوسعي، مهووس بالقمع داخليا، وبالتدخل السلبي خارجيا، والنتيجة ما نراه كارثة صحية تحصد أرواح عشرات آلاف الإيرانيين على مدى الأشهر الماضية ولغاية اليوم".
ويردف شريف: "فضلا عن أن ما يتم نشره من أرقام الإصابات والضحايا، هو غيض من فيض، فالأعداد أكبر مع الأسف، والأمور خارجة عن السيطرة، حتى باعتراف مسؤولي النظام في القطاع الصحي، فبدلا من الاستثمار في تطوير البنى التحتية الحيوية الصحية وغيرها، يهدر نظام الملالي ثروات إيران وأموالها على تصدير ثورتهم التعيسة، وعلى دعم الحركات الإرهابية المتطرفة وتمويلها، في لبنان واليمن والعراق مثلا لا حصرا".
وتعد إيران من بين أكثر دول المنطقة والعالم تضررا من الوباء، حيث تجاوز عدد الإصابات بالفيروس الفتاك 4 ملايين إصابة، وفاق عدد الوفيات 94 ألف حالة وفاة.
وتحوم شكوك حول دقة هذه الأرقام المعلنة من قبل وزارة الصحة الإيرانية، ويسود اعتقاد واسع داخل إيران وخارجها أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير.