لا تزال اليونان لليوم السادس على التوالي تخوض حربا شرسة في محاولة إخماد النيران التي اندلعت في محيط العاصمة أثينا، ومناطق أخرى في بلاد مثل جزيرة ة إيفيا، ثاني كبريات الجزر اليونانية.
وتقول السلطات في اليونان إن مئات عناصر الإطفاء بذلوا جهودا كبيرة، الأحد، للسيطرة على حرائق في جزيرة إيفيا.
وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر أعمدة الدخان تتصاعد من الجزيرة المحترقة، وقد تحول لون السماء إلى البني.
وكانت الكاميرات قد وثقت في وقت سابق مشاهد مروعة لقيام العبارات بإجلاء مئات الأشخاص من جزيرة إيفيا، التي يقطنها سكان ويتردد عليها المصطافون والمخيمون،
وقال نائب وزير الحماية المدنية نيكوس هاردالياس: "أمامنا أمسية أخرى صعبة، ليلة أخرى صعبة"، وفق "فرانس برس".
وأضاف "لدينا في إيفيا جبهتان رئيسيتان، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب. والحريق في الشمال تدفعه الرياح إلى قرى شاطئية".
وأوضح أن 17 طائرة إطفاء تكافح النيران في إيفيا.
وتواجه اليونان حرائق مدمّرة منذ نحو أسبوعين، لكنها اشتدت وتيرتها في الأيام الستة الأخيرة، فيما تشهد المنطقة أسوأ موجة حر منذ عقود.
وأشار مسؤولون وخبراء إلى وجود رابط بين أحداث غير مألوفة كهذه والتغير المناخي.
وأدت الحرائق حتى الآن إلى مقتل شخصين في اليونان وثمانية في تركيا المجاورة فيما نقل عشرات إلى المستشفيات.
وتحوّلت الطبيعة العذراء وغابات الصنوبر الكثيفة في إيفيا التي جعلتها وجهة للسياح إلى كابوس لعناصر الإطفاء.
وحوّلت الحرائق في ثاني أكبر جزيرة يونانية آلاف الهكتارات إلى رماد ودمّرت منازل.
وانتقد مسؤولون محليون جهود مكافحة الحرائق التي اندلعت في الجزيرة في الثالث من اغسطس.
وقال رئيس بلدية مانتودي في إيفيا جيورجوس تسابورنيوتيس: "لم يعد لدي صوت لطلب مزيد من الطائرات. لا يمكنني تحمّل هذا الوضع".
وأضاف أنه كان من الممكن إنقاذ العديد من القرى نظرا إلى بقاء شبان فيها رغم أوامر الإخلاء إذ تمكنوا من إبعاد الحرائق عن منازلهم.
السلطات توضح
وردا على الانتقادات، قال هاردالياس الأحد إن الدخان واتجاه الرياح وضعف الرؤية، كلها عوامل أعاقت عمل الطائرات التي تقذف المياه.
لكن الناطق باسم حزب سيريزا المعارض الرئيسي ناسوس إليوبولوس قال إن العديد من الحرائق بقيت تتقدم بشكل خارج نطاق السيطرة لأيام في كل أنحاء اليونان من دون أن تكون هناك رياح شديدة. وأضاف أن أحدا ما سيتعين عليه تحمل المسؤولية عن الدمار "المأساوي".