قتل 26 جنديا تشاديا على الأقل وجرح آخرون في هجوم نفذته جماعة بوكو حرام في منطقة بحيرة تشاد التي تشهد هجمات للمتشددين، حسبما ذكر نائب مسؤول المنطقة لوكالة فرانس برس الخميس.

أخبار ذات صلة

بوكو حرام تؤكد مقتل زعيمها الشكوي وتختار بديلاً عنه

وقال نائب محافظ منطقة "باغاسولا" الواقعة غربي تشاد حاجي جديدي، إن عناصر عائدين من دورية كانوا يستريحون عندما هاجمهم مسلحون من جماعة "بوكو حرام" التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، مضيفا أن 24 جنديا قتلوا وجرح آخرون، فيما قام عدد من العسكريين بالانتشار في أنحاء المنطقة.

من جانبه أكد المتحدث باسم الجيش التشادي الجنرال عظيم برماندوا أغونا، في تصريحات لوكالة "فرانس برس" أن الهجوم وقع في جزيرة "تشوكو تيليا" التي تبعد 190 كلم شمال غربي العاصمة نجامينا، إلا أنه رفض ذكر أي حصيلة للعملية الإرهابية.

وتنشط جماعة بوكو حرام النيجيرية أو جناحها المنشق الذي بات ينشط تحت اسم تنظيم "داعش" في غرب إفريقيا والمعروف اختصارا باسم (ايسواب) في منطقة بحيرة تشاد (غرب) المكونة من مساحة شاسعة من المياه والمستنقعات تنتشر فيها جزر صغيرة مأهولة.

من جانبه قال المحلل السياسي الموريتاني إبراهيم صالح - في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" - إن استهداف الجنود أو حتى المدنيين في إحدى دول الساحل أصبح أمرا شبه معتاد، وكأن هذه الدول تعيش بين حالتي "اللا سلم واللا حرب."

وأضاف رئيس تحرير موقع "أخبار الساحل" في تصريحاته، أن خارطة الساحل الأفريقي من ناحية نشاط الإرهاب مع مرور الوقت، أصبحت أكثر وضوحا، حيث أصبحت لكل جماعة منطقة نفوذ تفرض فيها تواجدها، إما من خلال المواجهات أو حالة للمتاركة التي تضمن لهم التقاط الأنفاس، مشيرا إلى أن "بوكو حرام" تنشط في نيجيريا وتشاد، كما أن جماعة "نصرة الإسلام" تنشط في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

مقتل 43 مزارعا على أيدي بوكو حرام شمال شرق نيجيريا

 

أخبار ذات صلة

مقتل إدريس ديبي ينذر ليبيا بتداعيات وخيمة

وأشار صالح إلى عدم وجود رغبة صارمة للقضاء على الجماعات الإرهابية من دول الساحل، حيث يتم الاكتفاء بالعمليات النوعية التي تستهدف القادة دون الدخول في مواجهات مفتوحة مع هذه الجماعات الإرهابية بشكل مستمر، لافتا إلى أن الأمر الذي أصبح يلوح في الأفق وبدأ الكلام عنه في دوائر تتوسع مع الوقت، باعتبار أن الجماعات المتطرف أصبحت جزءا من معادلة في الساحل، وكأننا أمام تكرار للمشهد الأفغاني.

وأوضح أنه لا بد من الاعتراف بقدرة هذه الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي نظرا لحالة انعدام سلطة الدولة، بحيث يسهل عليها كسب الأنصار من خلال تحقيق بعض المصالح للسكان، كما يسهل عليها تجنيد الاتباع نظرا لتوفر التمويل اللازم لذلك.

وكان الجيش التشادي بقيادة الرئيس الراحل إدريس ديبي قد بدأ في شن هجوم موسع على معاقل "بوكو حرام في أبريل من العام الماضي، وذلك بعد مقتل نحو 100 جندي تشادي في هجوم شنته الجماعة في مارس من نفس العام على إحدى قواعده في شبه جزيرة "بوهوما" في منطقة بحيرة تشاد.

وعقب مقُتل الرئيس التشادي ديبي خلال معارك دارت بين الجيش والمتمرّدين في أبريل 2021، تولّى السلطة مجلس عسكري برئاسة نجله محمد إدريس ديبي، إلا أن هذه المنطقة الواقعة على حدود تشاد ونيجيريا والكاميرون والنيجر، تشهد ارتفاعا في وتيرة الهجمات الإرهابية في الأشهر الأخيرة، حيث يستغل الإرهابيون معرفتهم بهذه التضاريس.