قال المرشد الإيراني علي خامنئي إنه يتفهم غضب المحتجين من الجفاف في جنوب غرب البلاد، حيث تم الإعلان عن رابع حالة وفاة مرتبطة بالتظاهرات الجارية هناك.
كان هذا التصريح، الذي نقله التلفزيون الحكومي، أول تعليق مباشر لخامنئي على الاحتجاجات منذ أن بدأت في منطقة خوزستان قبل أسبوع.
وأفادت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية بأن رجلاً قُتل برصاصة بندقية في أعمال عنف في شارع بمدينة أليغودارز القريبة، وألقت الشرطة باللوم فيها على "عناصر معادية للثورة".
ونُقل عن خامنئي قوله "أظهر الناس استيائهم، لكن لا يمكننا الشكوى (من ذلك) لأن قضية المياه في مناخ خوزستان الحار ليست قضية ثانوية". واتهم أعداء إيران بمحاولة استغلال الوضع.
وأثنى على أبناء المنطقة لولائهم وجهودهم خلال الحرب المدمرة ضد العراق في ثمانينيات القرن الماضي، مضيفًا أنه "لا ينبغي أن يواجه الناس مشكلات" بعد الآن.
اندلعت احتجاجات في العديد من مدن وبلدات خوزستان، بحسب جماعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران. وأضافت الجماعة أن القوات الأمنية أطلقت الغاز المسيل للدموع، واستخدمت خراطيم المياه، واشتبكت مع المتظاهرين.
وقالت منظمة العفو الدولية، الجمعة إن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية خلال الاحتجاجات، وحثتها على عدم القيام بذلك. وجاء في بيانها "استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين العُزّل الذين لا يشكلون أي تهديد وشيك على الحياة، أمر مرعب".
كانت وسائل إعلام رسمية إيرانية ذكرت في وقت سابق أن ضابط شرطة ومدنيين اثنين قتلوا في الاحتجاجات. وأشارت إلى مقاطع مصورة على الإنترنت تدعي أنها تظهر متظاهرين يحملون أسلحة نارية. لكن إيران ألقت باللوم في الماضي على المتظاهرين في الوفيات التي حدثت خلال حملات القمع العنيفة التي شنتها قوات الأمن.
وتعطلت خدمة الإنترنت عبر الهاتف المحمول في إيران خلال الاحتجاجات، وفقًا لمجموعة "نت بلوكس دوت أورغ" المدافعة عن الوصول إلى الإنترنت.
وفي واشنطن، صرحت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورترز، للصحفيين بأن الإدارة الأميركية "تتابع من كثب التقارير" عن الاحتجاجات في إيران وكذلك التقارير عن "قطع الإنترنت التي فرضتها الحكومة في المنطقة".
وأضافت "نحث الحكومة الإيرانية على السماح لمواطنيها بممارسة حقوقهم العالمية في حرية التعبير وكذلك الوصول بحرية إلى المعلومات عبر الإنترنت".
تأتي الاحتجاجات في خوزستان في الوقت الذي تكافح فيه إيران خلال موجات متكررة من العدوى وسط جائحة فيروس كورونا، ومع إضراب آلاف العاملين في صناعة النفط فيها للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل.