تتباين المعلومات حول مدى سيطرة كل من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان على الأرض، إلا أن الواضح أن مع اقتراب إتمام انسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل من البلاد، وسعت الحركة من نفوذها بشكل كبير، مع انهيارات متتالية للقوات الحكومية.
التصعيد بدأ قبل شهور، فالحركة كثفت هجماتها في مايو الماضي، لتسيطر بشكل تام على منطقتين استراتيجتين، في إقليم وارداك وسط أفغانستان.
وفي 29 يونيو 2021، نفذت الحركة هجوما كبيرا وأحكمت سيطرتها على مراكز ثلاث مقاطعات بولايات مختلفة، هي ألاساي في ولاية كابيسا، وجيلان في غزني، وكالدار في بلخ.
وواصل مسلحو طالبان تمددهم في أفغانستان، ليسيطروا في الرابع من يوليو الجاري على إقليم بانجواي ذي الأهمية الاستراتيجية في ولاية قندهار الجنوبية، معقل الحركة السابق، بعد معارك عنيفة مع القوات الأفغانية.
بعدها بأقل من 24 ساعة، أقدمت طالبان على شن هجوم كبير سيطرت فيه بشكل تام على 6 أقاليم في ولاية بادخشان شمال شرقي البلاد.
وبالتزامن مع المعارك الداخلية، استولت طالبان على عدد من المعابر الحدودية المهمة، من بينها المعابر مع طاجيكستان وتركمانستان وإيران.
في المقابل، استطاعت حكومة كابل حتى الآن، الاحتفاظ بالمدن والولايات الرئيسية، بعدما دعمتها بقوات "كوماندوز" لمنع سقوطها، منها العاصمة كابول، والجزء الأكبر من ولاية قندهار وولاية هرات، إضافة إلى ولاية بلخ.
من جانبها، أعلنت السلطات الأفغانية، السبت، أنها تستعد لإطلاق معركة لاستعادة معبر حدودي رئيسي، سيطر عليه مسلحو حركة طالبان.
وقال المتحدث باسم حاكم ولاية هرات، جيلاني فرهاد، إن السلطات تستعد لنشر قوات جديدة لاستعادة إسلام قلعة، أكبر معبر تجاري بين إيران وأفغانستان.