تطرقت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيليد، لطيف واسع من الشؤون الدولية، خلال جلسة استماع لها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.
غرينفيليد توقفت مطولا عند ملف اللاجئين والنازحين السوريين في بيانها الافتتاحي موضحة أن ملايين منهم وتحديدا في الشمال الغربي للبلاد من البالغين والأطفال، يعتمدون على المساعدات التي تقدمها واشنطن لهم عبر الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن وباء كورونا زاد من صعوبة الظروف الإنسانية التي يواجهونها، ومكررة أمام المشرعين الأميركيين عبارة قالتها لها إحدى اللاجئات السوريات، بأن كورونا ليس إلا أحد أسباب الموت المتعددة للسوريين.
السفيرة الأميركية مضت للإضافة بأن معبر باب الهوى تصله كل شهر أكثر من ألف شاحنة محمّلة بالغذاء والماء والمعدات الطبية الممولة بشكل كبير من الولايات المتحدة، مشددة على أن هذه المعابر التي تستخدم لإدخال المساعدات الإنسانية، تُظهر لماذا الأمم المتحدة بحاجة إلى انخراط واشنطن لقيادة مثل هذه الجهود.
غرينفيليد حذرت أيضا من أن روسيا لعبت دورا خلال السنة الماضية في إغلاق معبرين إنسانيين لسوريا، ما حدّ من وصول المساعدات للسوريين مع انتشار وباء كورونا، مشددة على أنه قريبا سيتم التصويت في مجلس الأمن على مصير المعبر الإنساني الأخير العامل لإدخال المساعدات لعدد غير محدد من السوريين، ومعتبرة أن هذا التصويت سيكون بمثابة حياة أو موت لهم.
السفيرة الأميركية وخلال جلسة الاستماع في الكونغرس قالت أيضا، إن واشنطن ملتزمة بالعمل على إنهاء وباء كورونا، والعودة إلى مركز القيادة فيما يتعلق بملف التغير المناخي والتصدي له عبر الانضمام مجددا لاتفاقية باريس للمناخ، لكنها عادت للتنبيه من أن وباء كورونا يبقى هو التحدي الاكبر للعالم، قائلة إن لم يتم تحقيق النجاح في القضاء عليه، فلا شيء آخر سيكون له قيمة.
غرينفليلد ربطت بين هذا التنبيه، وخطوة الرئيس الأميركي جو بايدن بإعلانه التبرع بأكثر من خمسمئة مليون جرعة من اللقاح المضاد للوباء، مشددة على أهمية تعلم الدروس مما جرى، قبل أن يبدأ وباء آخر في الانتشار في العالم، وموضحة أن إدارة بايدن تساند وتدعم تحقيقا قويا وشفافا حول أصل فيروس كورونا، ومراحل انتشاره الأولى، ما يعد أمرا حيويا لحماية الأميركيين في المستقبل وفقا لقولها.
السفيرة الأميركية تطرقت أيضا للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مؤكدة أن الولايات المتحدة عملت عبر جهد جماعي وبلا ملل لإنهاء النزاع المسلح الذي اشتعل مؤخرا بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لتعود وتكرر أن الأمم المتحدة والعالم بحاجة إلى القيادة الأميركية، محذرة من أن أي فراغ تتركه واشنطن، سيحاول الخصوم ملؤه، لتضيف أن هدف الخصوم الذين لم تحددهم، هو خلق بيئة دولية أكثر ميلا نحو الاستبدادية بحسب وصفها.
غرينفيليد وخلال إجابتها على أسئلة النواب الأميركيين في جلسة الاستماع هذه ، شنت حملة انتقادات موسعة على الصين ، موضحة أن هناك إبادة جماعية ترتكب ضد أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ ، معتبرة أن الحكومة الصينية مسؤولة عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، لتشير أيضا إلى أن واشنطن ستستمر في تسليط الضوء على هذا الأمر.
السفيرة وفي خضم شهادتها المطولة أمام الكونغرس شددت على أهمية العمل لإدخال إصلاحات على نظام الأمم المتحدة، متعهدة في الوقت نفسه بالعمل مع المشرعين الأميركيين للدفع قدما بالمصالح الأميركية في الأمم المتحدة.