تشهد مدن في غربي الولايات المتحدة موجة حر كبرى، قد تسفر عن تحطيم درجات الحرارة المرتفعة أرقاما قياسية، ما ينذر بموسم حرائق غابات نشط، ويعرض سلامة ملايين الأميركيين للخطر.
وتلقى حوالي 43 مليون أميركي في غربي وجنوب غربي الولايات المتحدة، تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة، على مدار الأسبوع، إلى مستويات قد تكون غير مسبوقة.
من المتوقع أن تحطم مدن أميركية عديدة درجات حرارة يومية قياسية، بما فيها فينيكس، وتوسون في أريزونا، إضافة إلى سالت ليك سيتي في يوتا.
ويرجح أن تبقى درجات الحرارة في مدينتي فينيكس ولاس فيغاس فوق 43 مئوية طوال الأسبوع، وقد تصل في منطقة "وادي الموت" بكاليفورنيا، إلى نحو 53 درجة بحلول أواخر الأسبوع.
ولن تكون المناطق الجبلية المرتفعة بمنأى عن درجات الحرارة الخطيرة، إذ تتوقع مدينة بيلينغز، بولاية مونتانا، تسجيل 37 درجة مئوية، وكذلك الحال بالنسبة لمدينة غراند جنكشن، التي تقع على ارتفاع نحو 1400 متر في ولاية كولورادو.
وبحلول يوم الجمعة، يتوقع مختصون تسجيل نحو 100 رقم قياسي، بما في ذلك السجلات اليومية، وبعض السجلات الشهرية ليونيو.
وعادة ما يكون منتصف شهر يونيو، أكثر الأوقات سخونة في العام، في أجزاء من جنوب أريزونا وجنوب نيو مكسيكو وغرب تكساس.
ويترافق ارتفاع درجات الحرارة مع جفاف شديد وظروف تذكي حرائق الغابات.
ويستمر انخفاض مستوى المياه في الخزانات الرئيسية، مثل بحيرة "ميد"، التي وصل انخفاض مياهها بالفعل إلى أدنى معدلاته.
ومن المتوقع أن تؤدي الرياح العاصفة والرطوبة المنخفضة إلى تأجيج النيران في حرائق الغابات الكبيرة الموجودة في مناطق بولايات كاليفورنيا، وأريزونا، ويوتا، ونيو مكسيكو، وستزيد من خطر اندلاع المزيد من حرائق الغابات خلال الأسبوع.
وأصدرت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات من حرائق غابات لأكثر من 3 ملايين شخص، ومع ارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع، قد تتوسع التحذيرات لتشمل مزيدا من السكان.
ويدق المختصون وخبراء الأرصاد الجوية ناقوس الخطر، محذرين من موسم حرائق غابات شديد محتمل.
ووفق إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، فإن الولاية تشهد بالفعل زيادة بنسبة 26 بالمئة في نشاط حرائق الغابات، وزيادة بنسبة 58 بالمئة في المساحات المحترقة مقارنة بعام 2020، الذي كان قياسيا وشهد احتراق نحو 4.4 مليون فدان من الغابات.
ويمكن أن يُعزى ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم مواسم حرائق الغابات مؤخرا إلى تغير المناخ، إذ تدوم موجات الحر لفترة أطول وتصبح أكثر شدة، وتشهد مواسم حرائق الغابات في جميع أنحاء الغرب الأميركي زيادة في المساحات المحترقة عاما بعد عام.