أثارت التصريحات الأخيرة، لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، حول اعتزام بلاده إنشاء 100 سد مائي صغير ومتوسط، في مناطق مختلفة من بلاده، موجة من الغضب والقلق في مصر، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية المصرية، لنشر بيان رسمي عبرت فيه عن استيائها لما وصفته بـ"سوء نية"، الجانب الإثيوبي، وتعامله مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التي تتشاركها مع دول الجوار، وكأنها أنهار داخلية.

ودفعت التصريحات الاستفزازية، التي أطلقها آبي أحمد، الكثيرين للتساؤل عن مدى صدقها، وإمكانية إثيوبيا بالفعل بناء 100 سد جديد على أراضيها.

وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أجاب أستاذ الجيولوجيا، وخبير الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، عن تلك التساؤلات، واصفا تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، بـ"الاستفزازية"، وأن سبب الإعلان عنها في هذا الوقت، يأتي ضمن الدعاية الانتخابية للحزب الحاكم في بلاده.

السودان.. إثيوبيا بدأت عملية الملء الثانية مطلع الشهر
سد النهضة.. محطات التفاوض

وأضاف شراقي، أن تلك السدود التي تحدثت إثيوبيا عن إنشائها، هي سدود صغيرة ومتوسطة، لا ينتج عنها أي ضرر على مصر أو دول المصب، لافتا إلى أن إثيوبيا "لديها بالفعل مئات السدود الصغيرة على روافد الأنهار، سواء في حوض النيل أو الأحواض النهرية التسعة الأخرى، وإقامة مئات أخرى من السدود لا يضر دول المصب، بل هو الحل الأمثل لدول المنبع التي تنتشر فيها الجبال والأودية ويصعب نقل المياه السطحية، عن طريق شق قنوات، أو عكس دول المصب التي تتميز بالأراضي المستوية، وفيها تجري المياه بفعل الجاذبية مع الانحدارات الخفيفة، وهذا الذي مكّن مصر من حفر أكثر من 50 ألف كيلو متر من القنوات المائية".

سد النهضة.. لماذا تصر إثيوبيا على بنائه؟

 

أخبار ذات صلة

"سوء نية".. مصر ترد على إثيوبيا بشأن الـ "100 سد"
آبي أحمد: إثيوبيا ستبني 100 سد العام المقبل

 دوافع سياسية

وأشار شراقي إلى أن بناء إثيوبيا لسد النهضة، جاء لأسباب سياسية، حيث تقيم أثيوبيا سد النهضة بسعة 74 مليار متر مكعب، ولن يمكنها الاستفادة من هذه المياه خاصة للشرب، لأن السد مقام عند منسوب 500 متر فوق سطح البحر في حين أن 80 في من السكان يعيشون على ارتفاعات أكثر من 2000 متر، ولا توجد أراضي مستوية إلا القليل (200 ألف فدان) صالحة للزراعة بالري حول السد، فيما تصل تكلفة سد النهضة لأكثر من 8 مليارات دولار كانت كفيلة لعمل 2000 سد صغير لخدمة أكثر من 20 مليون أثيوبي لتوفير مياه الشرب النقية وبعض مشروعات الري الصغيرة دون الإضرار بدول المصب.

واختتم شراقي حديثه بالتأكيد على أن "السدود الصغيرة، لا يمكن أن تتسبب في أي أضرار بدول المصب، ولا يمكن لدولتي مصر والسودان مطالبة إثيوبيا، في التشاور بشأن بنائها لتلك السدود، ولكن ما يؤثر على هذين البلدين، هو بناء إثيوبيا السدود الكبيرة والمتوسطة، كسد النهضة".