بدأت شركات الطيران الأوروبية الالتفاف حول بيلاروسيا، الثلاثاء، بدعوة من الاتحاد الأوروبي، الذي فرض أيضًا عقوبات جديدة ضد الدولة السوفيتية السابقة بسبب التحويل القسري لمسار طائرة ركاب لاعتقال صحفي معارض.
وفي تحرك سريع غير معتاد في قمة بروكسل، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي، الاثنين، على منع شركات الطيران البيلاروسية من استخدام المجال الجوي ومطارات الاتحاد الذي يضم 27 دولة، وفرضوا عقوبات بحق القادة المسؤولين عن تحويل مسار الرحلة يوم الأحد، وطالبوا منظمة الطيران المدني الدولية بفتح تحقيق في الواقعة التي وصفها البعض بأنها إرهاب دولة أو قرصنة.
الكرملين "يأسف"
من جانبه، أعرب الكرملين عن "أسفه" لخطط أوروبا قطع الروابط الجوية مع بيلاروسيا وتجنب مجالها الجوي بعد تحويل مسار طائرة تابعة لشركة "رايان إير" تقل أحد المعارضين.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: "لا يسعنا إلا التعبير عن أسفنا. إن الالتفاف حول بلد كبير إلى حد ما، يقع في وسط أوروبا، مكلف جدا بالنسبة إلى كل شركات الطيران".
قرصنة في الجو
وكان مراقبو الرحلة البيلاروسية قد أخبروا طاقم طائرة "رايان إير"، التي كانت متجهة من اليونان إلى ليتوانيا، الأحد، أن هناك تهديدًا بوجود قنبلة على الطائرة أثناء عبورها المجال الجوي لبيلاروسيا وأمروها بالهبوط.
وسارعت طائرة مقاتلة بيلاروسية من طراز ميغ-29 بمرافقة الطائرة في عرض صريح للقوة للرئيس ألكسندر لوكاشينكو، الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ أكثر من ربع قرن.
وعقب هبوط الطائرة اعتقلت السلطات البيلاروسية الصحفي والناشط رامان براتاسيفيتش (26 عامًا) وصديقته الروسية صوفيا سابيغا.
وظهر براتاسيفيتش لاحقًا في مقطع فيديو قصير عرض على التلفزيون الحكومي البيلاروسي، وهو يتحدث بسرعة قائلا إنه يدلي بشهادته حول تنظيم اضطرابات جماعية.
براتاسيفيتش، الذي غادر بيلاروسيا في عام 2019 وكان يدير تطبيقًا مشهورًا للرسائل لعب دورًا رئيسيًا في المساعدة في تنظيم احتجاجات ضخمة ضد لوكاشينكو، اتُهم غيابياً بإثارة أعمال شغب جماعية وتأجيج الكراهية الاجتماعية. تصل عقوبة هذه التهم إلى السجن لمدة 15 عامًا.
ووصفت السلطات البيلاروسية قناة نيكستا على تطبيق المراسلة الشهير تليغرام والتي شارك في تأسيسها بأنها "متطرفة"، ويخشى البعض أن يواجه براتاسيفيتش تهماً أكثر خطورة، بما في ذلك بعض التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الاثنين، إنه طلب من فريقه تطوير خيارات مناسبة لمحاسبة المسؤولين، بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الأوروبي وحلفاء وشركاء آخرين ومنظمات دولية.